مزارعو "الدلاح" يطمئنون بشأن السيول .. وشاحنات التصدير تدخل أوروبا

بعد أن جرى على نطاق واسع تداول صور تظهر جرف السيول التي عرفتها مناطق مختلفة بزاكورة، إثر التساقطات المطرية الغزيرة ليلة السبت-الأحد، محاصيل من البطيخ الأحمر (الدلاح)، طمأن مزارعون بأن المساحات التي تأثرت جراء هذه السيول، “ضئيلة ومحدودة جدا”، مستبعدين “بالمطلق أن يؤثر هذا الأمر على أسعار تسويق هذا المنتج”.

وأكد المزارعون، في تواصلهم مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ضرر التساقطات المطرية الأخيرة وما خلّفته من سيول على محاصيل الدلاح بالمنطقة، محدود الحجم والمساحة، خصوصا أن الحبّات من الحجم الكبير غالبا هي التي تتأثر بهذه الطوارئ المناخية؛ وهي من الأساس غير موجودة بكثرة، في بداية الموسم”.

وكشفت المصادر المهنية نفسها ولوج أولى الشاحنات المحمّلة بصادرات “دلاح زاكورة” الأسواق الأوروبية هذه الأيام، مفيدة بأن أثمنة البيع في الضيعات تتأرجح ما بين 4 و7.5 دراهم، حسب جودة البطيخ الأحمر وحجمه.

وقال محمد أوعيسى، مزارع للبطيخ الأحمر بمنطقة زاكورة، إن “تساقط البرد وفيضان بعض الأودية بالمنطقة، أول أمس بالتحديد، تسببا في ضياع جزء من محاصيل عدد من مزارعي الدلاح بالمنطقة”، موضحا أنه “لم تسجل خسارة كبيرة، وتأثير هذين الطارئين على كميات المحصول بالضيعات محدود جدا”.

وأفاد أوعيسى، ضمن تصريح لهسبريس، بأن “ضيعات البطيخ الأحمر المتواجدة بمناطق تهاطل فيها البرد سوف تبصم على التأخر في التسويق، خصوصا أنه يتعيّن انتظار شهر على الأقل لكي تنمو (تُخلف) بطيخات جديدة مكان تلك التي ضاعت”، مفيدا بأن “الحال مختلف بالنسبة لتلك التي تعرّضت لفيضانات؛ ذلك أن الأخيرة تتلف الثمار والنبات في آن”.

وقدّر المزارع نفسه ألا يتعدى “حجم مساحات البطيخ الأحمر المتضررة من الفيضانات الأخيرة 10 في المئة على أقصى تقدير”، مبرزا بشأن تأثير هذا الأمر على الأسعار أن “الأخيرة ترتبط دائما، بصرف النظر عن الظروف، بحجم الطلب على المنتوج في الأسواق”.

وأكد المصرّح عينه أن “الشاحنات بدأت بالفعل شحن البطيخ الأحمر من ضيعات زاكورة بثمن يتراوح ما بين 4 و6 دراهم للكيلوغرام الواحد”، وأن “ثمن المنتوج الموجه إلى خارج المغرب، بالأساس أوروبا، يتراوح ما بين 8 و8 دراهم ونصف الدرهم للكيلوغرام الواحد”.

من جانبه، قال أمين أمانة الله، مزارع مصدر للبطيخ الأحمر بزاكورة، إن “عودة الحياة إلى بعض الوديان القريبة من ضيعات الدلاح بعد التساقطات المطرية الأخيرة، هو ما تسبب في جرف بعض الثمار”، مطمئنا بأن “نسبة خسارة البطيخ الأحمر ضئيلة، خصوصا أن الأمطار حينما تتهاطل عادة تؤثر على الحبات من الحجم الكبير فقط”.

وأضاف أمانة الله، ضمن تصريح لهسبريس، أن “ترويج صور لمحاصيل من البطيخ الأحمر جرفتها السيول غرضه الإثارة فقط، ولا يعكس حجم التأثير المحدود جدا للفيضانات”، مشيرا إلى أن “التطورات الأخيرة أوقفت الجني صباح أمس فقط، لكنه استؤنف اليوم بشكل عادي”.

وأفاد المصدّر عينه بأن “الشحنات الأولى من بطيخ زاكورة بدأت تدخل أوروبا، خصوصا أن منتوج المنطقة يعتبر الأجود حاليا بالنسبة لأسواق القارة، لا سيما أن المعروض من الدلاح الموريتاني مع نهاية موسمه تكون جودته ضعيفة”، مشيرا إلى أن “سعر البيع في الضيعات يتراوح حاليا ما بين 6 و7 دراهم للكيلوغرام الواحد”.

وشدد المتحدّث لهسبريس على أن “إنتاج المزارعين في زاكورة من الدلاح هذه السنة مرتفع والجودة عالية مقارنة بالموسم الماضي”، منبها إلى أنه “بسبب انخفاض درجات الحرارة بشكل لافت هذه السنة، يرتقب أن يتأخر نضوج المحصول من الحجم الكبير”.