مازالت فعاليات مدنية بالجنوب الشرقي مع كل هطول للأمطار تجدد مطالبها للحكومة بتقوية البنية التحتية للطرقات، واعتماد مخطط استباقي يحول دون حدوث انقطاعات حادة في حركة المرور تعزل الحياة مؤقتا عن الدواوير.
وعاشت مناطق بجهة درعة تافيلالت وبإقليم طاطا ومدينة مراكش منذ ليل السبت المنصرم على وقع سيول جارفة وفيضانات أدت إلى انقطاع مجموعة من الطرقات.
وأوضحت جماعة إغيل نومكون بإقليم تنغير، في منشور لها، حدوث انقطاعات في العديد من المسالك والمعابر والطرقات، تم التدخل من أجل فتحها من قبل السلطات المختصة، فيما تناقل نشطاء من منطقة ميدلت عزلة أحد الدواوير بعدما غمرت المياه قنطرة تعرف بـ”تيطورماس”.
واعتبر محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، أن “التساؤلات مستمرة عن غياب سياسات عمومية استباقية كلما جاءت الأمطار إلى الجنوب الشرقي”.
وأضاف الديش أن “الكوارث الطبيعية يفترض أن تكون الانطلاقة الفعلية لممارسات حكومية استباقية تبعد الخطر عن الساكنة”.
وتابع المتحدث ذاته: “الحكومة مدعوة إلى مخططات جهوية استباقية لمواجهة السيول بالمناطق النائية وشتى ربوع المملكة، عبر بناء سدود تلية صغيرة أولا لمنع ضياع المياه، ومن جهة ثانية تطوير البنية التحتية”، ولفت إلى أن “محاولات تغيير مسار الأمطار عبر السدود الكبرى ومشاريع أخرى لم تعد كافية مقارنة بالسدود التلية التي تبدو حلا ناجعا”.
واعتبر المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل أن “الحكومة كان يفترض أن تستفيد من تجارب زلزال الحوز وفيضانات الجنوب الشرقي السابقة لتعيد النظر في سياستها تجاه هذه المناطق”.
من جهته نادى مساعف حسن، فاعل مدني وعضو الجمعية الفلاحية لفلاحي وفلاحات طاطا، بـ”تسريع مشاريع حماية فم زكيد وباقي المناطق بالجنوب الشرقي من الفيضانات”.
واشتكى مساعف من انقطاع طريقين بمنطقة فم زكيد بعد التساقطات الأخيرة، “ما أثر على الساكنة المحلية التي تريد التنقل نحو مدينة زاكورة، مع تجدد معاناتها مع دخول مياه الأمطار إلى منازلها”، وتابع: “الأمر الذي يثير حيرة الجميع في الجنوب الشرقي المتأثر من ضعف الأمطار هو ضياع مياه التساقطات مؤخرا بسبب غياب السدود التلية التي تبقى مطلبا مهما في الوقت الحالي”.