التموين , يشهد سوق الذهب في مصر موجة من الارتفاعات القياسية غير المسبوقة، ما دفع المصانع والمستهلكين على حد سواء إلى تبني استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا التغير المفاجئ في الأسعار. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور ناجي فرج، مستشار الوزير لشؤون صناعة الذهب، أن الصناعة بدأت تتكيف مع هذه التحديات عبر تقليل أوزان المشغولات الذهبية، مع الحفاظ على نفس الأشكال والتصاميم الجذابة التي تروق للمستهلك المصري.

“التموين تعلن تخفيف الأوزان”.. حل ذكي لتقلبات السوق
أكد الدكتور ناجي فرج، خلال مداخلته في برنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد، أن المصانع المنتجة للذهب في مصر قامت بتعديل كامل في خطط الإنتاج لتتناسب مع الواقع الجديد لأسعار الذهب. وذكر أن “تخفيف الأوزان” هو الحل الذي تلجأ إليه المصانع حاليًا لتقليل التكلفة على المستهلك، دون المساس بالشكل الجمالي أو الجودة.
فعلى سبيل المثال، كانت المشغولات الذهبية مثل الخواتم أو الأقراط تُصنّع بوزن يتراوح بين 10 إلى 12 جرامًا، أما اليوم فيتم إنتاج نفس التصميمات بوزن لا يتجاوز 2 أو 3 جرامات. هذا التعديل يجعل الذهب أكثر قابلية للشراء، ويُبقي على توازن السوق دون أن يتوقف الطلب تمامًا.
أسعار الذهب تسجل أرقامًا قياسية
تزامنًا مع هذه التغيرات في الإنتاج، شهدت أسعار الذهب في مصر قفزات غير مسبوقة. فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 — وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلي — نحو 4780 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 حوالي 4094 جنيهًا، وعيار 24 وصل إلى 5462 جنيهًا.
أما الجنيه الذهب، فقد ارتفع ليصل إلى 38.5 ألف جنيه، ما يعكس حجم التأثر الكبير بالسوق العالمي وأسعار الأوقية الدولية. هذا الارتفاع الحاد دفع الكثير من المستهلكين إلى إعادة التفكير في طريقة شراء الذهب، سواء للاستثمار أو للزينة، وهو ما دفع بالمصانع لتقديم خيارات أقل وزنًا وأكثر ملاءمة للميزانية.

التموين عن السعر العالمي للذهب يلامس الذروة التاريخية
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور ناجي فرج أن أسعار الذهب عالميًا سجلت مستوى غير مسبوق، حيث بلغ سعر أوقية الذهب نحو 3340 دولارًا، وهو أعلى رقم تصل إليه الأوقية في التاريخ حتى الآن. ويرجع هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة منها اضطرابات الأسواق العالمية، وتراجع قيمة بعض العملات، وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن للاستثمار.
هذا الارتفاع العالمي يُترجم بشكل مباشر في السوق المصري، لا سيما مع ارتباط الأسعار المحلية بأسعار الأوقية الدولية، بالإضافة إلى تأثير سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، ما يجعل السوق المحلي أكثر عرضة للتغيرات المفاجئة.