تسبب علي حميدة في "خضة" لجميع المطربين، وكتاب الأغاني، والملحنين، بعد أن طرح أغنية لولاكي، في ألبوم "كاسيت" يحمل الاسم نفسه، ليتحول في ساعات معدودة من مغني مغمور لم يسمع به أحد من قبل ألى أشهر مطرب مصر والعالم العربي.
4 دقائق و49 ثانية فقط، هي كل زمن أغنية «لولاكي» التي غناها علي حميدة، وبمجرد نزول الألبوم إلى السوق يوم في 11 يوليو عام 1988، أصبحت مصر كلها تغني "لولاكي" وانتقلت شهرة الأغنية من مصر إلى العالم العربي، ليتزايد الطلب على الشريط الذي حقق أعلى نسبة مبيعات في تاريخ الكاسيت.
40 مليون نسخة أصلية تم بيعها من الشريط، بخلاف النسخ "المضروبة" التي تخطت عشرات الملايين، في حدث لم يتكرر مع مطرب آخر، تدافع الجمهور لشراء «الشريط»، وتشغيل "لولاكي" في البيوت، والمحلات، والكافيهات، والسيارات، وأكشاك السجائر، والجلسات الخاصة، والأفراح، لا يمل الشباب من تكرار سماعها على مدار اليوم، وكلما انتهت أعادوها من جديد.

أسباب نجاح أغنية "لولاكي"
37 عاما مرت على طرح ألبوم علي حميدة الذي لا يزال يتربع على عرش التوزيع، وإذا كان البعض يتهم الحظ بأنه السبب في انتشار الأغنية، فإن هناك من يشير إلى امتلاك علي حميدة لحنجرة بدوية شجية بلكنة جبلية ممغنطة، إضافة إلى استعانة الملحن بالفولكلور البدوي الذي يجهله الكثيرون، وهي التيمة التي تكررت مع علي حميدة بعد ذلك.
ظهر الفنان علي حميدة في وقت أعلنت فيه الموسيقى تمردها على القديم، ورغبتها في التجديد على يد حميد الشاعري القادم من الصحراء الليبية ليقود الحناجر إلى المجد، ويصنع أسطورته الخاصة، رغم توقف مصنع الأساطير منذ زمن بليغ حمدي
لولاكي بوابة الحظ للمطربين
وإذا كانت " لولاكي" فتحت أبواب الحظ لعدد كبير من المطربين الذين ساروا على رتم الأغنية القصيرة والسريعة، فإنها كانت وبالا على صاحبها، وتسببت في ملاحقته من قبل مصلحة الضرائب، ليبيع ما يملكه من أجل تسديد ديون شهرته.
طالبته الضرائب بـ13 مليون جنيه، وقد تم الحجز بلى شقته وعلى 3 سيارات يملكها، وحاول إثبات أنه حصل على 10 آلاف جنيه فقط مقابل الألبوم، وكان هذا الاتهام أبرز وأسباب ابتعاده عن الفن.

علي حميدة مطرب الأغنية الواحدة
وإذا كانت لولاكي رفعت علي حميدة إلى السماء، فإنها أيضا سجنته بداخلها، ورغم تقديمه للعديد من الألبومات التي احتوت على عشرات الأغنيات إلا أن الجمهور تمت برمجته على لولاكي، وكلما ذهب حميدة ليحيي فرحا، أو حفله يطالبه الناس بأن يغنيها، وحين ينتهي منها، يطالبونه بإعادتها مرة ثانية وثالثة وعاشرة، وكأنه مطرب أغنية واحدة.
وفاة علي حميدة
استثمر المنتجون نجاح لولاكي في دخول علي حميدة مجال السينما، لكن علي حميدة لم يجد نفسه في الفن السابع، ليعود من جديد إلى الغناء، حتى داهمه فيروس سي الذي ظل يعالج منه لسنوات حتى انتصر عليه، ولكنه مات في النهاية بمرض السرطان الذي أصيب به دون أن يعلم.
