يُمثّل حقل شاه في إمارة أبوظبي نموذجًا بارزًا للتعاون الإستراتيجي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، ويعكس أهمية الابتكار والاستثمار طويل الأمد في قطاع الطاقة.
ويُعَد الحقل من المشروعات الحيوية التي تؤدي دورًا متقدمًا في ضمان أمن الطاقة محليًا وعالميًا، بفضل قدرته الإنتاجية العالية وتقنياته الحديثة.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تمكّنت أدنوك الإماراتية من رفع القدرة الإنتاجية اليومية للحقل إلى 1.45 مليار قدم مكعبة قياسية، في خطوة حاسمة لتعزيز أمن الطاقة وتلبية الطلب المحلي والدولي المتزايد.
وشهد حقل شاه، الجمعة 11 أبريل/نيسان 2025، زيارة رفيعة المستوى من وزير الطاقة الأميركي كريس رايت؛ إذ استقبله في موقع الحقل الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك الدكتور سلطان أحمد الجابر.
وتؤكد هذه الزيارة أهمية المشروع في سياق العلاقات الإماراتية-الأميركية؛ لكونه أول مشروع يُنفذ بنهج "تسليم المشروع المتكامل"؛ أي تطويره وتسليمه بطريقة شاملة ومترابطة، ليصبح أكبر منشأة من نوعها في العالم.
وفي هذا السياق، يُلقي هذا التقرير نظرة موسعة على التطورات التقنية والاقتصادية التي شهدها حقل شاه، وأهم المعلومات المتعلقة به.
معلومات عن حقل شاه
في قلب منطقة الظفرة، وعلى بُعد نحو 210 كيلومترات جنوب غرب مدينة أبوظبي، يقع حقل شاه ضمن أراضٍ صحراوية نائية؛ ما يزيد من التحديات الفنية واللوجستية المرتبطة بتشغيله وتطويره.
اكتُشف الحقل عام 1966، وبدأت أعمال تطويره عام 2010، ليصبح اليوم واحدًا من أكبر حقول الغاز الحامض في العالم.
ويتميز الغاز في هذا الحقل بتركيز عالٍ من كبريتيد الهيدروجين، بنسبة تصل إلى 23%؛ وهو ما يستدعي استعمال تقنيات متقدمة لضمان استخراجه ومعالجته بشكل آمن وفعّال.
وعلى الرغم من صعوبة طبيعة الغاز المنتج فيه؛ كونه يحتوي على نسب مرتفعة من غازي كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون؛ فقد استطاعت شركة أدنوك، بالشراكة مع أوكسيدنتال بتروليوم، تحويل هذا التحدي إلى قصة نجاح تكنولوجي واقتصادي.

أدنوك للغاز الحامض
يُدار المشروع من قِبل شركة أدنوك للغاز الحامض، التي تأسست عام 2010، وهي شركة مشتركة بين أدنوك بنسبة 60%، وأوكسيدنتال بتروليوم بنسبة 40%، وتعد واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في تطوير حقول الغاز الحامض في العالم.
وتضم منشآت حقل شاه عددًا من المرافق المتقدمة؛ منها مجمع الحصن لمعالجة الغاز الحامض الذي افتُتح عام 2016، وبلغت تكلفته 10 مليارات دولار.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحقل على أكبر منشأة لإنتاج الكبريت المحبب في العالم، بطاقة سنوية تبلغ 4.2 مليون طن، وهو ما يمثل نحو 5% من الإنتاج العالمي للكبريت، الذي يُستعمل في صناعة الأسمدة والمواد الكيميائية، وتُصدّر كميات كبيرة منه إلى الأسواق العالمية.
وفي عام 2018، رُكّبت وحدة لإعادة صهر الكبريت ضمن المشروع؛ ما أسهم في رفع كفاءة العمليات وتقليل الفاقد من الكبريت خلال مراحل النقل والتخزين.
احتياطيات حقل شاه
يُعد حقل شاه أحد أعمدة إستراتيجية الإمارات في قطاع الغاز الطبيعي، باحتياطيات تصل إلى نحو 480 مليار متر مكعب من الغاز.
ويُوفر الحقل حاليًا ما يقارب 10% من إجمالي إنتاج الإمارات من الغاز، ويُسهم في تزويد أكثر من 200 ألف منزل بالكهرباء والمياه.
كما يساعد المشروع في تقليص الاعتماد على واردات الغاز، تماشيًا مع خطة الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030.

تعزيز الاستدامة
في سياق الاستدامة، وقّعت أدنوك، في يناير/كانون الثاني 2025، اتفاقية إستراتيجية مع شركة "إيميرج" لتزويد محطة الغاز في حقل شاه بالطاقة الشمسية، ضمن جهودها للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة وتقليل البصمة الكربونية، دعمًا لهدف دولة الإمارات بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتُظهر هذه المبادرات كيف تحول حقل شاه من مشروع معقد إلى نموذج عالمي في الابتكار الطاقوي والاستدامة، ليصبح أداة فعالة في تحقيق مزيج طاقي مستدام يلبي تطلعات الإمارات المستقبلية.

موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- بيانات شركة أدنوك للغاز الحامض من الموقع الرسمي للمجموعة.
- زيارة وزير الطاقة الأميركي لموقع الحقل من الحساب الرسمي لأدنوك الإماراتية في منصة "إكس".