اتهمت الولايات المتحدة رسميًا شركة صينية بتقديم دعم استخباراتي مباشر لجماعة الحوثي في اليمن، من خلال صور أقمار صناعية تُستخدم في استهداف السفن الأميركية والدولية في البحر الأحمر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس في إفادة صحفية، إن شركة "تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية" – وهي مؤسسة صينية خاصة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجيش الصيني – تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية التي ينفذها الحوثيون المدعومون من إيران على المصالح الأميركية.
صور الأقمار الاصطناعية تُستخدم لاستهداف السفن
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، نقلت عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن شركة تشانغ قوانغ زودت الحوثيين بصور جوية دقيقة لمواقع انتشار السفن الحربية الأميركية والسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
هذه الصور، وفقًا للتقارير، تُستخدم من قبل الحوثيين لتوجيه ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة بدقة متزايدة ضد أهداف بحرية، في سياق تصعيد عسكري خطير تُبرره الجماعة بدعمها لحركة حماس في غزة، و"الرد على العدوان الإسرائيلي".
واشنطن لبكين: أنتم تغذّون الإرهاب… ونتائجكم كارثية
قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة:
"أبلغنا الحكومة الصينية مرارًا وبشكل خاص بمخاوفنا العميقة من دور شركة تشانغ قوانغ في دعم الحوثيين... وطلبنا من بكين اتخاذ خطوات حقيقية، لكنها تجاهلت تلك التحذيرات".
وبحسب نفس المصدر، فإن ما وصفه بـ"الدعم الضمني" من بكين يشكل نقضًا واضحًا لتصريحات الصين المعلنة بأنها تدعم الاستقرار والسلام الإقليمي، مضيفًا:
"هذا مثال آخر على ازدواجية الخطاب الصيني، والنتيجة هي دعم الإرهاب على حساب الأمن الدولي".
شركة عسكرية بواجهة تجارية؟ من هي تشانغ قوانغ؟
شركة Chongqing Chang Guang Satellite Technology Co. Ltd. تُعد واحدة من الشركات الرائدة في مجال الأقمار الصناعية التجارية في الصين، وتشتهر بإطلاق سلسلة أقمار "جيلين" ذات الاستخدامات المدنية والعسكرية.
رغم أنها تُقدّم نفسها ككيان تجاري، إلا أن تقارير استخباراتية عدة أشارت إلى ارتباطها المباشر بجيش التحرير الشعبي الصيني، وتحديدًا بمكتب الاستطلاع الفضائي، وهو ما يُثير قلقًا متصاعدًا في الأوساط الغربية من استخدام الصين لشركات مدنية كواجهات عمليات استخبارية عابرة للحدود
هل تتجه واشنطن لفرض عقوبات جديدة على بكين؟
مع هذا الاتهام المباشر، تتزايد التوقعات بأن تُقدِم إدارة الرئيس دونالد ترامب على فرض عقوبات شاملة على الشركة الصينية وربما على كيانات حكومية صينية داعمة لها، ضمن ما تسميه واشنطن بـ"ردع سلوك عدائي مموّه".
كما قد تستخدم هذه الحادثة كورقة ضغط في المحادثات الاقتصادية الجارية بين البلدين، أو تمهيدًا لمواقف أكثر تشددًا في ملف تايوان والمنافسة التقنية العالمية.