قرار المركزي المفاجئ ، منذ ساعات فاجئ البنك المركزي المصري، المواطنين والقطاعات بقرار غير متوقع بشأن أسعار الفائدة، وانقلبت مواقع التواصل الاجتماعب بالتساؤلات حول مصير الادخار في الشهادات والعقارات والذهب ، وما موقف الحكومة من هذاالقرار.
قرار المركزي المفاجئ بخفض سعر الفائدة
خفض البنك المركزي، أمس الخميس 17/4/2025، أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض للمرة الأولى منذ أربع سنوات ونصف، حيث بلغت نسبة الخفض 2.25%، ليصبح سعر الفائدة 25% للإيداع و26% للإقراض.
إن قرار خفض الفائدة، مثل أي قرار اقتصادي آخر، يحمل في طياته مزايا لبعض الأطراف المعنية، بالإضافة إلى عيوب قد تؤثر على أطراف أخرى.

مصير أسعار الفائدة على القروض
يؤدي قرار المركزي بخفض الفائدة إلى تراجع أسعار الفائدة على القروض للعملاء، سواء من الأفراد أو الشركات، وهو ما يجعل تكلفة الحصول على قرض من أجل إقامة مشروعات استثمارية أرخص، وهذا بالنسبة للاشخاص حيث يمكنهم الحصول على قروض لشراء احتياجاتهم المختلفة بفائدة أقل.
وانتظر المستثمرون طويلاً قرار البنك المركزي بخفض الفائدة، التي كان قد رفعها بنسبة 19% منذ العودة إلى تحرير سعر الصرف بداية من مارس 2022، من أجل السيطرة على معدلات التضخم الذي تفاقم نتيجة ارتفاع الدولار الامريكي ، وزيادة سعر المواد البترولية.
إن استمرار اسعار الفائدة عند مستويات عالية قد يؤدي الى تأجيل المستثمرين فى ضخ استثمارات جديدة، وهذا بسبب التكاليف الباهظة المرتبطة بالحصول على التمويل من البنوك، كما أن صعوبة نقل التكاليف العالية الناتجة عن اسعار الاقتراض لأسعار المنتجات تزداد، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى تراجع القوة الشرائية.
مصير الشهادات حال الغائها
تُعتبر البنوك من أبرز المستفيدين من قرار خفض أسعار الفائدة، خصوصًا في حال إلغاء أو تقليص العائد على شهادات الادخار ذات العائد المرتفع التي تقدمها للعملاء، مما يسهم في تقليل تكاليف الفوائد التي تتحملها.
ومن المتوقع أن يشهد الطلب على الاقتراض نشاطًا ملحوظًا بعد خفض الفائدة، مما سيؤدي إلى زيادة قيمة المبالغ المقترضة، وبالتالي زيادة العائد المدفوع للبنوك، مما يعوض الفائدة المرتفعة التي كانت تحصل عليها البنوك سابقًا من حجم قروض أقل.
تترقب البنوك العاملة بالاسواق قرار البنك الأهلي وبنك مصر حول استمرار أو وقف إصدار الشهادات الادخارية ذات العائد 23.5% و27%، نظرًا لأنهم يعدان من أكبر البنوك بالبلاد، ومن المتوقع أن يتضح هذا الأمر خلال الأسبوع المقبل.

مصير الذهب والعقارات عقب قرار المركزي المفاجئ
من المتوقع أن يستفيد قطاعا الذهب والعقارات بشكل ملحوظ من الأموال التي قد تخرج من البنوك بعد انتهاء فترة الشهادة ذات العائد 27% التي أصدرتها بنوك مصر والأهلي، وذلك بالتزامن مع تحرير سعر الصرف، ومع انتهاء مدة هذه الشهادة، يُتوقع أن يتم سحب جزء من هذه الأموال واستثمارها في مجالات أخرى، بما في ذلك العقارات والذهب.
يتوقع محللو العقارات أن يشهد قطاع العقارات انتعاشًا خلال العام الحالي، نتيجة لانخفاض أسعار الفائدة وزيادة المشاريع العقارية المعروضة، خاصة تلك التي تُنفذ بنظام الشراكة مع الحكومة، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ بعض المدن الجديدة، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة.

كشف وضع الحكومة عقب قرار المركزي
تتأثر أسعار العائد على أذون وسندات الخزانة التي تصدرها الحكومة لسد عجز الموازنة بشكل رئيسي بتحركات أسعار الفائدة في البنك المركزي. وبالتالي، من المتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تراجع أسعار الأذون والسندات.
يساهم انخفاض العائد على هذه الأدوات في تقليل الأعباء المالية على الحكومة، مما ينعكس بشكل إيجابي على قيمة عجز الموازنة والدين العام.