أزمة بث تلفزيوني قبل مباراة المغرب ومالي في نهائي كأس أفريقيا للناشئين وفي التفاصيل، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، قررت اللجنة المنظمة لبطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة بالمغرب، تغيير موعد المباراة النهائية المرتقبة بين منتخب المغرب ومنتخب مالي، والمقررة اليوم السبت على أرضية ملعب البشير بمدينة المحمدية، من الساعة الثامنة مساءً إلى الثالثة عصرًا، ما فجّر أزمة تجارية وتنظيمية حادة داخل أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”.
ويأتي هذا التغيير في التوقيت قبل ساعات فقط من المباراة النهائية، التي كانت مبرمجة في توقيت ذهبي يسمح بمتابعة جماهيرية أوسع، سواء في الملاعب أو عبر الشاشات.
لكن هذا القرار المفاجئ تسبّب في تضارب كبير في جدول البث التلفزيوني، نظرًا لتزامن التوقيت الجديد مع مباريات نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث يواجه صن داونز الجنوب إفريقي نظيره الأهلي المصري، في حين يلتقي أورلاندو بيراتس مع بيراميدز المصري في نفس الإطار.
مصادر موثوقة نقلت عنها منصة winwin كشفت أن السبب الحقيقي وراء تغيير التوقيت لا علاقة له بالترتيبات التنظيمية أو التقنية، بل يعود إلى ارتباطات شخصية لرئيس الاتحاد الإفريقي، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، الذي كان ملزمًا بمغادرة المغرب مساء نفس اليوم للقيام بزيارات عمل في دول إفريقية أخرى، ما جعله يطلب تقديم موعد المباراة النهائية ليتمكن من حضورها والمغادرة بعدها مباشرة عبر طائرته الخاصة.
ورغم الأزمة التي أحدثها هذا القرار، لم يُجرِ “الكاف” أي تعديل على مواعيد مباريات دوري الأبطال، مما خلق حالة استثنائية في القارة السمراء، حيث تُقام نهائي بطولة قارية للفئات الصغرى في نفس توقيت مباريات نصف نهائي أهم مسابقة للأندية في إفريقيا، وهو أمر غير مسبوق ويطرح علامات استفهام حول أولويات الاتحاد القاري وتخطيطه.
وتخشى جهات تسويقية وشركات إعلامية متعاقدة مع “الكاف” من تأثر نسب المشاهدة والبث والإعلانات سلبًا، نظرًا لتشتت اهتمام الجمهور بين حدثين قاريين في توقيت واحد، ما قد يُكبد الاتحاد الإفريقي خسائر تجارية ويُضعف تأثير البطولة النهائية للناشئين التي يُراهن عليها كثيرًا لتسويق النجوم الصاعدين في القارة.
الجماهير المغربية بدورها عبّرت عن استيائها من القرار، معتبرة أن تقديم موعد النهائي يُفقده الكثير من الزخم والإثارة، لا سيما وأنه يُقام على أرض المغرب وفي أجواء احتفالية كان يُفترض أن تبلغ ذروتها ليلًا.
هكذا، تحوّلت نهاية مشوار بطولة واعدة إلى مادة جدلية تعكس ما اعتبره كثيرون ارتجالًا في اتخاذ القرار داخل الكاف، الذي يواجه مجددًا انتقادات لغياب الرؤية الشاملة في التوفيق بين مواعيد مسابقاته الكبرى.
