ترتبط احتفالات المصريين بعيد شم النسيم وعيد الربيع بتاريخ طويل يمتد على مدار آلاف السنين منذ أيام المصريين القدماء حيث كانوا يطلقون عليه "عيد الحصاد"، ويتميز بعدة مظاهر احتفالية وأكلات مميزة.
شم النسيم وعيد الربيع.. تاريخ طويل من الاحتفالات
وكان المصريون القدماء يحددون هذا اليوم والاحتفال بإعلانه في ليلة الرؤية، أو لحظة الرؤية عند الهرم الأكبر، حيث يجتمع الناس في احتفال رسمي أمام الواجهة الشمالية للهرم، فيظهر قرص الشمس قبل الغروب وخلال دقائق محدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وتظهر معجزة الرؤية عندما يقسم ضوء الشمس وظلالها واجهة الهرم إلى شطرين، وهنا يتبين مدى ارتباط هذا العيد بالشمس المشرقة.
وحديثا، يمتاز الاحتفال بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة، والأجواء المشمسة وتناول أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد، منها الأسماك المملحة وهي من بين أطعمة شم النسيم منذ القدماء المصريين في الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، حيث كانوا يتوقفون عن الصيد لمدة ثلاثة أشهر ولذلك كانوا يقومون بتجفيفه وحفظه.
ومن ضمن المظاهر المرتبطة باحتفالات المصريين في آخر 100 عام تقريبا هو معرض زهور الربيع والذي يتزامن كل عام مع أعياد الربيع، ويتميز بعرض الزهور ونباتات الزينة التي تتسم بألوان تبعث على البهجة، ويتسابق المواطنون على حضوره، سواء لشراء الزهور والنباتات، أو للاستمتاع بالزهور والنباتات، خصوصا في ظل الطقس الممتع الذي تمتاز به هذه الفترة.
ويعد معرض زهور الربيع أقدم وأكبر معرض زهور ونباتات زينة في مصر والشرق الأوسط، ويشكل منصة مهمة لعرض أحدث المنتجات والابتكارات في مجالات نباتات الزينة، والزهور، واللاندسكيب، ومستلزمات الحدائق، كما يتضمن العديد من الفعاليات المصاحبة مثل ورش العمل والندوات التوعوية وعروض فنية وثقافية موجهة لجميع أفراد الأسرة، مما يجعله حدثا سنويا ينتظره الجمهور والمهتمون بهذا القطاع.
ويمثل معرض زهور الر بيع ملتقى عالمي يجمع كل محبي الزهور والنباتات على مستوى الوطن العربي والعالم، حيث تتنوع أنواع المعروضات بين نباتات وبذور، مع وجود جناح خاص لعشاق الصبار.
كما يضم معرض الزهور مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والزهور الشائعة والنادرة، وأيضا نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج الزراعي، فضلا عن مجموعة متنوعة من المنتجات المتعلقة بالنباتات والحدائق والديكور منها الزهور الطبيعية بمختلف أنواعها مثل الورود، والزهور الموسمية، وزهور الزينة، ونباتات الزينة الداخلية والخارجية، والنباتات العطرية والطبية مثل النعناع، والريحان، وإكليل الجبل، والصبار والنباتات العصارية، والأشجار المثمرة وأشجار الظل.
وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق قد افتتح أمس السبت، يرافقه وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، محافظ الجيزة المهندس عادل النجار، محافظ القاهرة إبراهيم صابر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" عبد الحكيم الواعر، وعدد من السفراء العرب والأجانب، معرض زهور الربيع في نسخته ال92، والمقام في المتحف الزراعي بالدقي.
وقد تفقد وزير الزراعة ومرافقوه أجنحة المعرض المختلفة، وأشادوا بالمستوى المتميز الذي وصل إليه إنتاج الزهور ونباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج في مصر، وأيضا بالتنظيم الرائع للمعرض.
ويعقد المعرض هذا العام بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، ويشهد ضمن فعالياته تنظيم عدد من ورش العمل والندوات المتخصصة التي تناقش أهمية التوسع في استخدام نباتات الزينة والزهور والتشجير في مختلف المناطق، ودورها في تحسين جودة البيئة والمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية.