أخبار عاجلة
بقوة 5.5 درجة.. زلزال يضرب شرق إندونيسيا -

عمرو الديب يكتب: علامات إن سيادة النائب مش معانا في «برلمان 2026»

عمرو الديب يكتب: علامات إن سيادة النائب مش معانا في «برلمان 2026»
عمرو الديب يكتب: علامات إن سيادة النائب مش معانا في «برلمان 2026»

حصان السبق قادرٌ على قفز الحواجز، يتمتع بقوةٍ رهيبةٍ تجعله قادرًا على الدفاع عن نفسه بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة. وعلى الرغم من ذلك، لا يحاول الهروب من "مكانه" رغم قدرته، ويظل واقفًا في انتظار شيءٍ لا يعلمه، ولكن يعلمه فارسُه فقط... وهكذا السياسي الحزبي التنظيمي، قراره ليس بيده، ومصيره مرتبطٌ بقرار حزبه.  

النائب البرلماني حاله حال حصان السبق، يملك القوة والنفوذ والمال، لكنه يظل يركض في المضمار، حول وبجوار الهيكل التنظيمي لحزبه. ويشتد الأمر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي؛ ينتظر النائبُ المنتهيةَ ولايتُه كلمةً أو إشارةً ولو من بعيد، تعطيه حتى لو أملًا زائفًا في البقاء من عدمه. على عكس نظيره "المستقل"، فهو صاحبُ قراره، ومن يحسم أمره، سواءٌ بالترشح أو الجلوس على مقعد المتفرجين لأسبابٍ يحتفظ بها لنفسه.  

نعود إلى النائب "الملتزم" – أعني الحزبي – وأستأذنك عزيزي القارئ أن تستكمل قراءةَ المقال بالعامية، بعيدًا عن انتقاء المفردات.

هذا النائب الحزين، الفاقدُ البوصلة، ينتظر رصاصة الرحمة، وغالبًا لا تأتيه إلا متأخرةً. يظل في دور الانعقاد الأخير من عمر المجلس، في انتظار إشارةٍ من أي مسئولٍ في الحزب، إنْ يستدعيه ويقول له أيَّ كلمة: "أنت معانا ولا مش معانا.. هتكمل ولا كفاية عليك كدة.. إلخ".  

للأسف لن يحدث، وإذا حدث سيكون ذلك في اللحظات الأخيرة قبل فتح باب الترشح. ووقتها هيكون "اللي ذاكر ذاكر". وعلى الرغم من كدة، لا يستطيع النائب اتخاذ أي قرار، في حين كل المؤشرات بتقوله: "مش معمول حسابك". لكن تقول إيه؟ الرغبة في البقاء ورفضه تصديق فكرة إنه مش هيكون نائب بتكون بمثابة حقنة مخدر ممتدة المفعول، تفقده القدرة على التفكير،  حتى يشاهد قوائم الترشيح خاليةً من اسمه. ووقتها لا يملك إلا الصراخ الداخلي بلا صوت.  

كنتُ شاهد على نواب كانوا ملء السمع والبصر في البرلمان السابق. كان الهاتف رفيق النائب حتى في "الخلاء"، في انتظار مكالمة أو رسالة، حتى ولو كان المتصل هيقوله: "معلش يا سيادة النائب، حضرتك هتاخد استراحة محارب الدورة دي، وإن شاء الله نكمل فيما بعد". بس محدش بيتصل!... ولا بيبعت!.. لأن الاتصال بيكون بالمرشح الجديد.  

الخمس سنوات في عمر النائب البرلماني بيختلفوا عن الخمس سنوات في عمر الشخص العادي. النائب بيدخل من بوابة ٤ شارع مجلس الأمة، ويخرج من بوابة ٧ من شارع قصر العيني، عشان يكتشف انتهاء دورته البرلمانية، وسرقة خمس سنين من عمره.

بين بوابة ٤ وبوابة ٧ توجد معركة قانونيةٌ وخدميةٌ يخوضها النائب مع الحكومة والمواطن، قد لا يشعر بها أحد. في الوقت اللي بيظن الناخب إن النائب غارقٌ في بحورٍ من العسل والمصالح، وتايهٌ في عد الدولارات التي حصل عليها في تلك السنين!  

والله يعلم – وأشهد وأنا متابعٌ لكل صغيرة وكبيرة تحدث – أن النائب لا يملك ولا يجرؤ، ولا توجد لديه المساحة لفعل ذلك. فخلف سور البرلمان المزخرف، وقبته التي تخطف القلوب، توجد دولةٌ بكامل مؤسساتها الرقابية قبل التنفيذية، وكل شاردةٍ وواردةٍ محسوبة. والنائب حرٌ فيما يقول، ليس فيما يفعل، خاصةً إذا كان خارج إطار القانون. وكل من حاول، تم القبض عليه وإسقاط حصانته، ومُرمًى في السجن، والأسماء معروفة.  

نرجع تاني لموضوعنا.. هقول لسيادة النائب غير المحتمل في برلمان ٢٠٢٦ يعرف إزاي:  

- بدايةً، هو بيكون عنده إحساس، بس عقله رافض يصدقه.  

- التواصل بينقطع بدايةً من شهر ٤ في دور الانعقاد الخامس والأخير، يعني مبيكنش فيه تكليفات ليه، ولا دعوة لحضور اجتماعات. ولو حضر بيكون مهمش، والناس بتبعد عنه وهو بيحاول يقعد معاهم وهما بيبعدوا.. لأن الكل عارف إلا هو.  

- بيكلم القيادات اللي كانوا قريبين منه، ومنهم أصحابه، بس مبيردوش. ولو حصل رد، بيكون الكلام في السريع دون السماح له بالدخول في السؤال اللي هو عايز يعرف إجابته.. ولو حصل وسأل، بتكون الإجابة: "خير، متقلقش"!  

نصيحتي يا سيادة النائب: لما تسمع الإجابة دي، ريح دماغك... في عالم السياسة، وفي اللحظات الأخيرة، لما يتقالك: "خير"، يبقى مش خير. ولما يتقالك "متقلقش"، يبقى لازم تقلق.  

سيّدي النائب، لو حضرتك هتكمل، حزبك هو اللي هيتواصل معاك، مش انت اللي هتتواصل. وافتكر إني قولتلك في وقت: "اللي ذاكر فيه ذاكر وخلص، والنتيجة ظهرت".  

الشاهد في نهاية المقال إن السياسة لعبةٌ صعبة، ومرض خطير صعب الشفاء منه. علشان كدة، النائب اللي مش هيكمل شبه حصان السباق اللي مش بيهرب.

عمرو الديب

رئيس تحرير موقع تحيا مصر

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزيرا التخطيط والتعليم يناقشان الخطة الاستثمارية لقطاع التعليم للعام المالي القادم 25/2026
التالى مسئولو الإسكان يتفقدون المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بجهاز 6 أكتوبر