في وقت تتوالى فيه التطورات الميدانية في قطاع غزة بوتيرة متسارعة، فجّرت حادثة كمين بيت حانون صدمة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بينما تفجّرت فضيحة سياسية وأمنية على يد رئيس جهاز الشاباك، الذي واجه حكومة نتنياهو بمذكرة غير مسبوقة أمام المحكمة العليا، كاشفاً عن تدخلات سياسية خطيرة تهدد الديمقراطية الإسرائيلية.
من شمال غزة إلى ساحات المحكمة العليا في القدس، إسرائيل اليوم تقف أمام واقع مشحون بالأزمات الأمنية والسياسية، وسط انقسام داخلي غير مسبوق.
كمين بيت حانون: خطة محكمة تهز الجيش
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلاً عن تقديرات أمنية إسرائيلية، أن كمين بيت حانون الذي أدى إلى مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين تم بتخطيط محكم من قبل حماس، وشمل مراقبة دقيقة لتحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وأشارت التقارير إلى أن المهاجمين استهدفوا مركبة عسكرية ثم هاجموا قوة الإسناد التي وصلت لتقديم الدعم، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف الجنود.
المثير في هذه العملية، بحسب التقديرات، هو أن المنفذين نجحوا بالانسحاب من الموقع دون أن يتم القبض عليهم، ما يكشف عن خلل استخباراتي وأمني كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي.
الشاباك في وجه نتنياهو: أزمة ثقة داخل الدولة العميقة
وفي تطور سياسي أمني غير مسبوق، فجر رئيس جهاز الشاباك السابق مفاجآت مدوية أمام المحكمة العليا، حيث قدم إفادة خطيرة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتهمه فيها بالسعي لتسخير الجهاز الأمني لأغراض شخصية وسياسية.
من بين ما كشفه رئيس الشاباك: نتنياهو طلب منه تقديم معلومات عن نشطاء الاحتجاجات ضده.
حاول إجراء محادثات غير موثقة معه بهدف التلاعب بالمشهد القضائي.
سعى إلى تفعيل أدوات أمنية لعرقلة المظاهرات المناهضة لحكومته.
وقال رئيس الشاباك: "إقالتي كانت لاعتبارات شخصية بحتة وليست مهنية"، مؤكدًا أنه رفض طلب نتنياهو بالتدخل لمنع مثوله أمام القضاء.
ردود نارية: سيطرة على الديمقراطية؟
ردود الأفعال لم تتأخر، إذ اعتبر يائير جولان، زعيم حزب الديمقراطيين، أن إفادة الشاباك ليست تحذيرًا بل لائحة اتهام خطيرة ضد نتنياهو.
وأضاف: "ما نراه هو محاولة سيطرة سلطاوية فعلية يقودها نتنياهو ضد الدولة ومؤسساتها.
واصفًا رئيس الحكومة بأنه فوضوي وفاشل أمنيًا وسياسيًا، ويجب أن يرحل فورًا.
نتنياهو يرد.. والديوان يدافع
من جانبه، أصدر ديوان نتنياهو بيانًا وصف فيه إفادة رئيس الشاباك بأنها كاذبة ومحض افتراء، مشيرًا إلى أن الرد الكامل سيأتي في الوقت المناسب وسيُفند كل الادعاءات.
توترات ميدانية مستمرة: إطلاق نار عند حدود مصر، واقتحامات في القدس
بينما تحتدم المعركة السياسية في الداخل، تستمر المواجهات على الأرض.
فقد اقتحم 114 مستوطنًا المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، في استفزاز جديد للفلسطينيين.
وفي حادثة منفصلة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن جنودًا أبلغوا عن إطلاق نار باتجاههم قرب الحدود مع مصر، دون وقوع إصابات.
نقل جرحى إلى المستشفيات بعد الحادث الأمني جنوب غزة
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن عدداً من المصابين في الحادث الأمني جنوب قطاع غزة تم نقلهم إلى المستشفيات، دون تحديد تفاصيل حالتهم الصحية حتى الآن.
ما بين كمين محكم في غزة واتهامات مدوية في القدس، تبدو إسرائيل اليوم غارقة في أزمات مزدوجة، سياسية وأمنية، لا تقل خطورة عن تهديدات حماس أو حلفائها.
ومع استمرار الضغط الشعبي والغضب داخل الأجهزة الأمنية، يبقى السؤال هل تنفجر إسرائيل من الداخل قبل أن تنهي معركتها في غزة؟
