أخبار عاجلة

انهيار كامل للثقة في البنتاجون.. تقارير: وزير الدفاع لن يبقى في منصبه طويلا

انهيار كامل للثقة في البنتاجون.. تقارير: وزير الدفاع لن يبقى في منصبه طويلا
انهيار كامل للثقة في البنتاجون.. تقارير: وزير الدفاع لن يبقى في منصبه طويلا

في غضون أقل من أربعة أشهر منذ تولى منصب وزير الدفاع الأمريكي، واجه بيت هيجسيث، الذي عيّنه الرئيس دونالد ترامب، سلسلة من الفضائح التي هزت أركان البنتاجون وأثارت تساؤلات حول كفاءته وقدرته على قيادة أكبر مؤسسة عسكرية في العالم. 

من تسريبات معلومات سرية عبر تطبيق "سيجنال" إلى إحضار زوجته إلى اجتماعات وإحاطات عسكرية حساسة، تكشف هذه الأحداث عن نمط من السلوك غير المنضبط الذي وصفه متحدث سابق باسم البنتاجون بأنه "انهيار كامل" في الإدارة، مما يرجح أن يكون استمرار هيجسيث في منصبه موضع شك كبير، وفقًا لتقرير نشرته منصة "رو ستوري" الإخبارية الأمريكية، أمس الأحد، 20 أبريل 2025.

واستعرض التقرير بالتفصيل أبرز هذه الفضائح، وقام بتحليل تداعياتها، وناقش الأسباب التي تجعل هيجسيث في موقف شديد الهشاشة.

بدأت الأزمة الأولى في مارس 2025، عندما كشف جيفري جولدبرج، رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك"، أنه تم إضافته عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق "سيجنال" تضم كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بما في ذلك هيجسيث ومستشار الأمن القومي مايك والتز ونائب الرئيس جيه دي فانس. في هذه المجموعة، شارك هيجسيث تفاصيل دقيقة عن خطط هجوم عسكري وشيك ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك مواعيد الضربات وأنواع الطائرات المستخدمة، مثل مقاتلات F/A-18. 

وصفت "رو ستوري" هذا الحادث بأنه "سلوك الهواة" البعيد كل االبعد عن المتوقع من عسكريين محترفين، حيث أعرب خبراء الأمن القومي عن صدمتهم من استخدام تطبيق تجاري غير آمن لمناقشة معلومات سرية للغاية، وهو ما قد يعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.

رد هيجسيث بنفي قاطع، مدعيًا أن "لا أحد كان يرسل خطط حرب"، لكن جولدبرج أصر على أن الرسائل تضمنت "حسابًا دقيقًا دقيقة بدقيقة" للعملية العسكرية، مؤكدًا أن لديه "صور الشاشة" لدعم ادعاءاته، وأثار هذا الحادث انتقادات حادة من الطيارين الحاليين والسابقين، حيث قال أحد طياري F/A-18 لصحيفة "نيويورك تايمز" إن مشاركة مثل هذه التفاصيل مع أشخاص لا حاجة لهم بمعرفتها يعرض الأرواح للخطر، مضيفًا أن هيجسيث لم يُظهر أي ندم، مما زاد من قلق العسكريين بشأن سلامة أفرادهم.

فضيحة "سيجنال" الثانية: مشاركة معلومات مع زوجته وأخيه

لم تكد تمر أسابيع على الفضيحة الأولى حتى ظهرت فضيحة ثانية أكثر خطورة. في 20 أبريل 2025، كشفت "نيويورك تايمز" أن هيجسيث شارك معلومات حساسة عن ضربات اليمن في 15 مارس في مجموعة "سيجنال" أخرى أنشأها بنفسه، وشملت زوجته جينيفر (منتجة سابقة في "فوكس نيوز")، وأخيه فيليب، ومحاميه الشخصي. هذه المجموعة تضمنت نفس خطط الهجوم التي شاركها في المجموعة الأولى، بما في ذلك جداول طيران مقاتلات F/A-18. ما يجعل هذه الفضيحة أكثر إثارة للقلق هو أن جينيفر ليست موظفة في وزارة الدفاع، وبالتالي ليست مخولة بالاطلاع على معلومات سرية، مما يثير مخاوف أمنية خطيرة.

وأثارت هذه الحادثة موجة من الانتقادات، حيث وصف النائب إريك سوالويل (ديمقراطي من كاليفورنيا) سلوك هيجسيث بأنه يعكس "عدم الاكتراث بالجنود"، مشيرًا إلى أن الجنود هم من سيدفعون ثمن أي تسريب. 

كما علق المحلل السياسي نورمان أورنشتاين على منصة X، قائلًا: "يا لها من كارثة!"، بينما دعا الاستراتيجي الديمقراطي مايك نيليس إلى إقالة هيجسيث. يُشار إلى أن هاتف هيجسيث الشخصي قد يكون هدفًا للخصوم الأجانب، مما يزيد من خطورة استخدامه لتطبيق غير آمن.

زوجة لوزير في اجتماعات حساسة

لم تقتصر انتقادات هيجسيث على تسريبات "سيجنال". في مارس 2025، كشفت "وول ستريت جورنال" أن هيجسيث أحضر زوجته جينيفر إلى اجتماعين مع نظراء عسكريين أجانب تناولا معلومات حساسة.

الأول كان في البنتاجون في 6 مارس مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، حيث ناقش المسؤولون قرار الولايات المتحدة بوقف مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. 

والثاني كان في فبراير في مقر الناتو ببروكسل، حيث ناقش المسؤولون دعم أوكرانيا. أثار وجود جينيفر، التي لا تملك أي دور رسمي في البنتاجون، قلق الخبراء، الذين اعتبروا أن ذلك يجعل الموظفين حذرين بشأن ما يمكن قوله وأمام من.

وعلق مارك بوليميروبولوس، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، في مقابلة مع "إم إس إن بي سي" بأن هذه التصرفات تؤكد المخاوف الأولية بشأن هيجسيث، مشيرًا إلى أنه "لا يبدو أنه يأخذ الاحتياطات الأمنية على محمل الجد". 

هذه الحادثة أضافت إلى انطباع أن هيجسيث يعتمد على أسلوب قيادة غير تقليدي، يعتمد على الحدس بدلًا من العمليات المنهجية، وهو ما وصفه مسؤول دفاعي سابق لشبكة "سي إن إن" بأنه نهج "شخصية تلفزيونية" وليس قائد عسكري.

أسئلة حول الكفاءة والسلوك الشخصي

لم تكن الفضائح الأمنية هي التحديات الوحيدة التي واجهها هيجسيث. منذ ترشيحه في نوفمبر 2024، أثيرت تساؤلات حول كفاءته وسلوكه الشخصي. واجه هيجسيث اتهامات بالاعتداء الجنسي في 2017، وتقارير عن إدمان الكحول، مما جعل تأكيد تعيينه وزيرًا من قبل مجلس الشيوخ مثيرًا للجدل، حيث تمت المصادقة عليه بفارق صوت واحد فقط. خلال جلسات الاستماع، وعد هيجسيث بالتوقف عن الشرب إذا تم تعيينه، لكن تقارير لاحقة، مثل تلك التي نشرتها "رو ستوري" في 29 مارس 2025، أشارت إلى أن سلوكه العدواني وتقلباته المزاجية قد تعكس سمات "المدمن الجاف"، مما يعيق قدرته على قيادة البنتاجون بفعالية.

كما انتقد الجنرال المتقاعد بول إيتون، في مقابلة مع "الجارديان"، هيجسيث بوصفه "مقدم برامج يوم السبت على فوكس نيوز"، مشيرًا إلى أنه "غير لائق" لإدارة البنتاجون ولم يظهر أي تقدم في تحسين القدرات العسكرية الأمريكية خلال أول 50 يومًا من ولايته. هذه الانتقادات عززتها تقارير "بوليتيكو" التي نقلت عن جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاجون، وصفه للشهر الأخير في البنتاجون بأنه "انهيار كامل"، مشيرًا إلى "الفوضى التامة" و"الطعن في الظهر" و"الأخطاء المستمرة" على أعلى المستويات.

ردود الفعل السياسية والعامة

أثارت هذه الفضائح ردود فعل متباينة. من جهة، حافظ ترامب على دعمه العلني لهيجسيث، لكن تقارير "سي إن إن" و"بوليتيكو" أشارت إلى تزايد الشكوك داخل الإدارة بشأن قيادته، مع وجود تسريبات تشير إلى أن البيت الأبيض قد يبحث عن بدائل. من جهة أخرى، استغل الديمقراطيون هذه الفضائح للمطالبة بالمحاسبة.

 النائب جيمي جوميز (ديمقراطي من كاليفورنيا) سأل مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف عما إذا كان هيجسيث مخمورًا أثناء تسريب معلومات "سيجنال"، مما أثار رد فعل غاضب من راتكليف، لكن السؤال عكس قلق الجمهور بشأن سلوك هيجسيث.

وعلى منصة  X، عبر المستخدمون عن استيائهم، حيث كتب @docshayji أن الفضيحة الثانية قد "تنهي حياته السياسية القصيرة"، بينما وصف @ES_Nahari البنتاجون بأنه في حالة "استنفار إداري" منذ وصول هيجسيث. هذه التعليقات تعكس شعورًا عامًا بالإحباط من أداء هيجسيث، خاصة بين أولئك الذين يرون أن خبرته المحدودة كمقدم برامج في "فوكس نيوز" لا تؤهله لإدارة مؤسسة بحجم البنتاجون.

تداعيات على البنتاجون وإدارة ترامب

تتجاوز تداعيات أزمات هيجسيث مصيره الشخصي لتؤثر على البنتاجون وإدارة ترامب ككل. أولًا، أدت هذه الفضائح إلى تآكل الثقة بين الموظفين العسكريين والمدنيين في البنتاجون، حيث أشار مسؤول دفاعي لـ"سي إن إن" إلى أن أي جندي مبتدئ كان سيواجه المحاكمة العسكرية لارتكاب خطأ مشابه لتسريب هيجسيث. ثانيًا، أثارت هذه الأحداث انتقادات من الحلفاء الدوليين، خاصة بعد حضور جينيفر لاجتماعات الناتو، مما قد يعيق التعاون العسكري.

ثالثًا، تعكس هذه الفضائح تحديات أوسع في إدارة ترامب، التي واجهت انتقادات بسبب اختيار مرشحين مثيرين للجدل يفتقرون إلى الخبرة التقليدية. على سبيل المثال، واجهت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، وكاش باتيل، مرشح مكتب التحقيقات الفيدرالي، انتقادات مماثلة، مما دفع السناتور ميتش ماكونيل إلى إصدار "تحذير ضمني" بشأن اختيارات ترامب. هذه الديناميكية تشير إلى توترات داخل الحزب الجمهوري نفسه، حيث يحاول بعض القادة، مثل السيناتور روجر ويكر، تحقيق توازن بين دعم ترامب وتجنب الفوضى الإدارية.

مستقبل هيجسيث والمخاطر المستقبلية

مع تصاعد هذه الفضائح، يبدو أن أيام هيجسيث كوزير للدفاع قد تكون معدودة. تقرير "رو ستوري"، الذي نقل عن جون أوليوت قوله إن البنتاجون في حالة "فوضى تامة"، يعزز هذا الانطباع. ومع ذلك، فإن دعم ترامب المستمر قد يؤخر أي قرار بإقالته، خاصة إذا استمر هيجسيث في التركيز على أولويات ترامب، مثل إلغاء برامج التنوع والمساواة أو تعزيز المهام على الحدود الجنوبية. لكن مع تزايد التسريبات من داخل البنتاجون، كما أشار عمودي في "إم إس إن بي سي" ستيف بينين، فإن هيجسيث يواجه تحديًا مزدوجًا: أدلة على عدم كفاءته، واستعداد المطلعين على الكشف عن هذه العيوب.

وتكشف أزمات هيجسيث عن مخاطر تعيين قادة يعتمدون على الولاء السياسي أكثر من الخبرة المؤسسية. إذا استمر هيجسيث في منصبه، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات في البنتاجون، مما يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر. وإذا أُقيل، فسيكون ذلك بمثابة ضربة لإدارة ترامب، التي تسعى لفرض رؤيتها على المؤسسات الفيدرالية. بغض النظر عن النتيجة، فإن قصة هيجسيث ستظل درسًا في أهمية الكفاءة والانضباط في قيادة واحدة من أكثر المؤسسات حساسية في العالم.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أمين سر حركة فتح بهولندا: الإسرائيليون يستغلون الدين لتحقيق أهداف القتل والحقد
التالى ملامح تشكيل الأهلي المتوقع أمام صن داونز.. وتأكد غياب ثنائي للإصابة