جنازة جديدة لقداسة البابا فرنسيس ، سادت أجواء من الحزن في جميع أنحاء العالم بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن عمر يناهز 88 عامًا. يُعتبر البابا فرنسيس أول بابا من أمريكا اللاتينية يتولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية. وقد أعلن الفاتيكان يوم الاثنين عن وفاته رسميًا، مما أدى إلى بدء فترة حداد تستمر تسعة أيام، بالتزامن مع التحضيرات لانتخاب بابا جديد خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
قادة الدول ينعون البابا الراحل
وقد نعى عدد من قادة الدول البابا الراحل، مشيدين بلقب “بابا السلام” تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في تعزيز الحوار بين الأديان ودعوته المستمرة للسلام العالمي. وقد أشار موقع فاتيكان نيوز إلى هذا اللقب في وداعه الرسمي، موضحًا أن البابا قضى سنوات حبريته في الدفاع عن القيم الإنسانية وحث قادة العالم على إنهاء الحروب ورفض العنف. وفي آخر ظهور علني له يوم الأحد الماضي، جدد البابا دعوته التي حملها لسنوات، مناشدًا العالم “بالتخلي عن السلاح واختيار طريق الحوار”.
البابا فرنسيس محب الفقراء ويصلي مناجل السلام
الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو بيرجوليو منذ أن تم انتخابه في 13 مارس 2013، أثار دهشة العالم بتوليه منصب البابوية في الفاتيكان ، حيث عُرف بتواضعه واهتمامه بمشاكل الفقراء، واعتُبر حينها خيار غير متوقع مقارنة بالأسماء المعروفة. ومع ذلك، سرعان ما أثبت نفسه كزعيم ديني وإنساني، حاملاً رسالة المصالحة والتسامح، وكان دائم الدعاء من أجل ضحايا الحروب، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى التغطية الإعلامية.
جنازة جديدة بطقوس جديدة لقداسة البابا فرنسيس
لأول مرة في تاريخ الفاتيكان، يشهد العالم طقوس جنازة جديدة لبابا متوفى، وذلك وفقًا للتعديلات التي أقرها البابا فرنسيس في أبريل 2024، والتي تتضمن ثلاث مراحل رئيسية قبل دفنه في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، وهو المكان الذي اختاره بنفسه. حيث تبدء الخطوه الاولى بإصدار شهادة الوفاة للبابا، ويقوم “الكاميرلينجو” أو رئيس مجلس وزراء الفاتيكان – الكاردينال كيفن فاريل في تلك الحالة – بالنداء على البابا ثلاث مرات باسمه الأول “خورخي ماريو بيرجوليو”، وإذا لم يتلقَ ردًا، يُعلن وفاته رسميًا بعبارة “Vere Papa mortuus est” أي “لقد توفي البابا حقًا”.
على عكس التقليد السابق، يتطلب الآن تأكيد الوفاة من قبل طبيب معتمد، وتتم هذه العملية في كنيسة مخصصة بدلاً من غرفة نوم البابا. بعد ذلك، يُنقل الجثمان إلى تابوت خشبي مزود بطبقة من الزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة التي كانت مستخدمة سابقًا، ويرتدي البابا الزي البابوي الكامل قبل أن يُنقل إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث يُعرض على الجمهور لتقديم الوداع الأخير.
كما اختار البابا فرنسيس تقليص مظاهر التبجيل، حيث طلب عدم عرض جسده على سرير جنازة، بل داخل التابوت مباشرة، وسيتم إغلاق التابوت في الليلة السابقة للقداس الجنائزي، على أن يُدفن وفقًا لوصيته في مكان مختلف عن مقابر بابوات الفاتيكان.
الكشف عن أبرز المرشحين لخلافة بابا الفاتيكان
مع تقدم السن لدى البابا فرنسيس وتدهور صحته في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الأسماء المحتملة لخلافته. يُعتبر الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر الفاتيكان، من أبرز المرشحين، وهو شخصية معروفة بالاعتدال والعقلانية داخل الكنيسة.
بارولين، الذي ينحدر من إقليم فينيتو الإيطالي، يشغل منصبه منذ عام 2013، وقد تميز بعدم انحيازه السياسي، حيث صرح في مقابلة حديثة بأن “السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلال فرض حلول أحادية، بل يتطلب احترام حقوق جميع الشعوب”.
تتجه الأنظار نحو ما ستسفر عنه الأيام المقبلة في الفاتيكان، حيث ينتظر أكثر من مليار كاثوليكي حول العالم اختيار من سيقود الكنيسة في مرحلة ما بعد البابا فرنسيس، الذي سيظل رمزًا للسلام والتواضع والبساطة لفترة طويلة.
