أشادت روان الصيفي، مساعد أمين التنظيم بحزب الجيل بالتوجهات التي نادي بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، ودعوته الصريحة لتفعيل دور المساجد في المجتمع المصري، بما يتجاوز وظيفتها الأساسية كدور عبادة ليشمل جوانب تربوية وثقافية واجتماعية أوسع.
تحصين النشء والشباب والفتيات ضد الأفكار المتطرفة
وأشارت الصيفي إلى أن هذه الدعوة هي فرصة تاريخية لإعادة إحياء الدور الحضاري العريق للمساجد في مصر، تلك المساجد التي كانت على مر التاريخ منارات للعلم والمعرفة، ومكانا آمنًا لطوائف الشعب. كما أنها ستساهم بشكل كبير في تحصين النشء والشباب والفتيات ضد الأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة.
وأوضحت روان الصيفي، باحثة الاتصال السياسي، بأن هذا سيعمل علي تحسين الصورة الذهنية للمسجد وإعادته كرمز للتسامح والاعتدال والانتماء الوطني. بجانب ان تفعيل هذا الدور سيمثل فرصة حقيقية لمحاربة "الفزاعة الدينية" التي تغلغلت في نفوس الكثير من المصريين بعد الأحداث التي شهدتها مصر، حيث إن إعادة المسجد إلى مكانته كمركز آمن للتعلم والتفاعل الإيجابي سيزيل الصورة النمطية الخاطئة التي ربطته بالتطرف الفكري أو اتجاهات أخرى تنفر الشباب والفتيات.
وصرحت مساعد أمين التنظيم، الي انه من أجل تحقيق ذلك يجب إشراك المجتمع المدني في دعم هذا التحول البنّاء، حيث ان الدولة تواجه عدة تحديات مثل ضرورة تطوير البنية التحتية للعديد من المساجد في المناطق الريفية والعشوائية وهو الذي يتطلب موارد مالية ضخمة بجانب برامج تأهيل الأئمة والخطباء لمواكبة تطورات الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف. وأيضا تحتاج الدولة إلى تجاوز مقاومة بعض التيارات المتشددة التي قد تعرقل جهود التحديث والانفتاح المتعلقة بتغيير النظرة التقليدية للمسجد كونه مجرد مكان لأداء الشعائر، إلى كونه مؤسسة شاملة ذات أدوار تربوية واجتماعية وثقافية.
ونوهت روان أن هذه التوجهات تمثل دعم قوي للتصريحات السابقة بشأن إعادة إحياء دور الكتاتيب في مصر، بهدف نشر تعاليم القرآن الكريم والقيم الأخلاقية. لذا يجب المواءمة بين هذه المبادرات، والمضي قدما في تفعيل الدور الاجتماعي للمساجد، على غرار الدور الفاعل الذي تقوم به الكنائس المصرية في خدمة المجتمع من خلال فصول التقوية المجانية والرحلات والأنشطة الاجتماعية وجمع التبرعات للفقراء، حيث ان ذلك سيعزز من التكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية تحت إشراف الجهات المعنية.
وفي ختام تصريحها، دعت روان الصيفي الحكومة المصرية، تزامنًا مع خطاب فخامة الرئيس في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، ومع إعلان وزارة الأوقاف في ديسمبر 2024 عن عودة الكتاتيب، إلى إعادة النظر في القرارات المتعلقة بتقييد دور المساجد، وتقييد الأنشطة غير المتعلقة بالصلاة فيها. والسماح باستئناف الأنشطة التربوية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والفنية فيها تحت إشراف وزارة الأوقاف والوزارات والجهات المعنية. واكدت على ان حزب الجيل الديمقراطي علي أتم الاستعداد للتعاون مع كافة الجهات المعنية لتحقيق هذه الرؤية الوطنية الطموحة.