"نيسان" تضع كل أوراقها في الصين.. استثمار بمليارات ...

أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية عن خطة استثمارية طموحة تهدف إلى ضخ عشرة مليارات يوان صيني، أي ما يعادل حوالي مليار وأربعمائة مليون دولار أمريكي، في سوق السيارات الصيني. وتأتي هذه الخطوة في ظل منافسة شديدة يشهدها قطاع السيارات في الصين؛ حيث ترى نيسان أن هذه السوق تحديدًا تمثل الفرصة الأمثل لمساعدة الشركة على تطوير مركباتها الكهربائية بشكل متسارع.

ويُعد تطوير قدرات نيسان في مجال السيارات الكهربائية أمرًا بالغ الأهمية لتتمكن الشركة من تجاوز التحديات الراهنة واستعادة موقعها التنافسي في صناعة السيارات العالمية.

البقاء والمنافسة بقوة

وقد صرّح ستيفن ما، مدير عمليات شركة نيسان في الصين، قائلًا: "في ظل التقدم السريع الذي تشهده الصين في قطاع السيارات، فإننا نرغب في البقاء والمنافسة بقوة في هذه السوق". 

وقد جاء تصريح السيد ما خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء على هامش فعاليات معرض شنغهاي الدولي للسيارات، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ هذا الاستثمار الضخم بحلول نهاية عام 2026.

يُذكر أن السيد ما قد تم نقله إلى الصين في شهر يناير الماضي، بعد أن شغل سابقًا منصب المدير المالي لشركة نيسان، وقد تم تكليفه بالمنصب الجديد كجزء من عملية إعادة هيكلة إدارية واسعة النطاق، جاءت نتيجة للتدهور السريع الذي طرأ على الاستقرار المالي لشركة السيارات اليابانية.

وقد كشفت شركة نيسان خلال فعاليات معرض شنغهاي للسيارات عن طرازين جديدين، من بينهما شاحنة هجينة تعمل بالكهرباء أُطلق عليها اسم "فرونتير برو".

خطط لزيادة عدد السيارات

\كما أعلنت الشركة عن خطط لزيادة عدد السيارات التي تقوم بتطويرها في الصين إلى عشرة طرازات، مقارنة بثمانية طرازات سابقة. وأعلنت نيسان أيضًا عن اعتزامها تصدير جميع هذه الطرازات، على الرغم من أن السيد ما امتنع عن تحديد موعد محدد لبدء عمليات التصدير أو الوجهات التي سيتم التصدير إليها.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تستمر فيه شركة نيسان في البحث عن شركاء جدد، وذلك في أعقاب فشل محاولة الاندماج مع شركة هوندا موتور اليابانية المنافسة.

وفي الوقت نفسه، يمثّل تحديث منتجات نيسان في الأسواق الأجنبية الرئيسية عنصرًا أساسيًا في جهود الشركة للتعافي، خاصةً في ظل التغيرات التي تشهدها صناعة السيارات العالمية نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وقد صرح السيد ما قائلًا: "نحن على ثقة بأننا قادرون على تحقيق النجاح والازدهار والمنافسة بقوة هنا في الصين. لذلك، تصبح الصين سوقًا مناسبة لنا لاختبار الكثير من الطرازات والتقنيات الجديدة التي نطورها".

"هوندا" تسعى إلى تحقيق انطلاقة جديدة في السوق الصينية

تجدر الإشارة إلى أن نيسان ليست وحدها من بين شركات السيارات اليابانية التي تسعى إلى تحقيق انطلاقة جديدة في السوق الصينية، فقد كشفت شركة هوندا عن سيارة "جي تي"، وهي طراز كهربائي مناسب للرحلات الطويلة ومزود بمجموعة متطورة من الأدوات التقنية.

كما طرحت شركة تويوتا موتور طرازين جديدين: "بي زد 7"، وهي أحدث إضافة إلى عائلة طرازات "بي زد" الكهربائية، وإصدارًا محدثًا من سيارة "ليكزس إي إس" السيدان الفاخرة، وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت تويوتا عن قرب طرح طراز "سينشري" الكروس أوفر في السوق الصينية.

إلا أن تحقيق التميز والحفاظ على القدرة التنافسية في مواجهة الموجة المتزايدة من المنافسين الصينيين، بالإضافة إلى المنافسين الأوروبيين الذين أصبحوا أكثر شراسة في الآونة الأخيرة، سيشكل تحديًا كبيرًا لجميع الشركات الأجنبية. فالمنافسة المحلية القوية من شركات صينية مثل "بي واي دي" و"جيلي أوتوموبيل هولدينغز" وعلامتها التجارية التابعة "زيكر" قد أجبرت بالفعل عددًا كبيرًا من شركات السيارات التقليدية على تقليص حضورها بشكل ملحوظ في أكبر سوق للسيارات في العالم.

الأداء الضعيف لشركة نيسان في السوق الصينية

ويُعد الأداء الضعيف لشركة نيسان في السوق الصينية، أحد الأسباب الرئيسية وراء أسوأ أزمة مالية تواجهها الشركة منذ ستة وعشرين عامًا.

ويتولى حاليًا السيد إيفان إسبينوزا إدارة شركة نيسان، بعد أن شغل منصب الرئيس التنفيذي في شهر أبريل الجاري.

ومع ذلك، فقد شوهد سلفه في المنصب، السيد ماكوتو أوتشيدا، يوم الأربعاء وهو يتجول في معرض السيارات في جناح شركة "بي واي دي" الصينية المنافسة.