أخبار عاجلة
تشكيل الزمالك الرسمي لمواجهة بهتيم ودياً -

شراء وكراء السكن يتحول إلى "مهمة مستحيلة" في مدن شمال المغرب

شراء وكراء السكن يتحول إلى "مهمة مستحيلة" في مدن شمال المغرب
شراء وكراء السكن يتحول إلى "مهمة مستحيلة" في مدن شمال المغرب

حتى وقت قريب، كان العيش بمدن شمال المغرب يتسم بنوع من الهدوء والوسطية في كلفة المعيشة، إلى أن بدأ امتلاك أو حتى استئجار سكن يتحول تدريجيا إلى كابوس يؤرق شريحة واسعة من المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.

فوضى وفراغ

بات الحصول على سقف يأوي الأسر أو الموظفين حديثي التعيين بمدن تطوان ومرتيل والمضيق أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، ساهم في ذلك الارتفاع الصاروخي في الأسعار وتزايد الضغط على سوق الإيجار نتيجة الإقبال السياحي الذي تشهده المنطقة في مواسم الاصطياف إلى جانب غير قليل من المضاربات العقارية.. فهل أصبحت مدن الشمال حكرا على الميسورين والمضاربين العقاريين؟ وهل بات الحق في السكن مجرد حلم بعيد المنال؟

ويرى مختصون أن مجال الكراء بالمغرب يعرف فوضى عارمة مردها إلى الفراغ التشريعي، إذ لا يوجد نص قانوني يؤطر الكراء اليومي للمنازل والشقق المفروشة. كما أن هذا النشاط التجاري يفوّت على ميزانية دخولات مهمة وعائدات وموارد مالية كبيرة.

إسماعيل، ف”، موظف حديث التعيين بإحدى الإدارات العمومية بتطوان، قال لهسبريس إن رحلة البحث عن منزل يسكنه بمدينتي تطوان أو مرتيل لم يكن سهلا؛ فقد تطلب الأمر الاستعانة بوسيط وسمسار وصديق سمسار وسلسلة طويلة من الوسطاء العقاريين.

وأوضح المتحدث ذاته أن التحاقه بالعمل بتطوان جاء بعد فترة تدريب بالإدارة المركزية للوزارة التي ينتمي إلى صفوفها، موردا أن هذه الفترة من السنة يصعب فيها العثور على منزل للكراء على اعتبار أن أغلب ملاك العقارات يفضّلون استئجار منازلهم للطلبة بعقود تنتهي بداية شهر يونيو، ليتسنى لهم الاستفادة من عطلة الصيف عبر الكراء اليومي الذي لا يوجد نص قانوني يؤطره.

وأقر الشاب الثلاثيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بوجود ارتفاع ملموس في أسعار الكراء والبيع؛ وهو ما وقف عليه خلال زيارات لعدد من الوكالات، مستحضرا العمولة المرتفعة التي تمت مطالبته بها نظير الخدمة والتي حددها الوسيط في ثمن شهر الكراء كاملا.

وأورد الشاب الدارس للقانون أنه في الوقت الذي تروّج فيه الحكومة لسياسات وتشريعات جديدة تهدف نظريا إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، يكشف الواقع اليومي عن صورة مغايرة تتسم باستئساد المنعشين العقاريين والوسطاء والسماسرة.

خيار الشراء

تشير معطيات ميدانية إلى أن أسعار العقارات، سواء المخصصة للسكن أو الاستثمار بمدن الشمال، شهدت ارتفاعا كبيرا قارب في بعض المناطق 30 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد تحوّلت بعض الأحياء الشعبية إلى مناطق “نخبوية” بسبب الإقبال المتزايد لمغاربة العالم والمستثمرين؛ ما أدى إلى طرد الفئات الضعيفة والمتوسطة وجعلها بين مطرقة الكراء وسندان الإفراغ مع كل موسم اصطياف.

يصل سعر المتر المربع في بعض الأحياء الراقية إلى 13 ألف درهم بمدينة تطوان، بينما لم تعد الأحياء المتوسطة في متناول الطبقة الوسطى التي تجد نفسها اليوم بين فكي القروض المرتفعة والكراء الباهظ.

خلال جولة بالوكالات العقارية، التقت هسبريس بزكرياء ع. موظف وحديث العهد الزواج، معالم القلق بادية على وجه الشاب الثلاثيني لم تخفها ثقته ولا كلامه الرزين ولا حتى مهارته العالية في التواصل.

من بين ما جاد به الشاب الثلاثيني، ضمن دردشة قصيرة، أنه مجبر على البحث عن مسكن قبل نهاية شهر ماي، وفق بنود عقد يجمعه مع صاحبة منزل يكتريه قبل الزواج، حتى تتمكن مالكته من استئجاره وفق نظام الكراء اليومي المتعارف عليه خلال موسم الاصطياف بمرتيل.

من جانبه، قدم صاحب الوكالة العقارية، الذي تواصلت معه هسبريس، مجموعة من العروض العقارية التي يمكن أن يوفرها للراغبين في اقتناء بيت، مشيرا إلى عرض منزل بمساحة تقارب 78 مترا مربعا تضم 3 غرف وصالونا وحماما ومطبخا بسعر 70 مليون سنتيم؛ غير أن الثمن المصرح به في العقد محدد في 53 مليون سنتيم، ما يعني أن قيمة “النوار” تجاور 17 مليون سنتيم يلتهمها المنعش العقاري بدون وجه حق؛ ما يسائل أدوار المصالح المختصة بمراقبة ومراجعة الأرباح العقارية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار اللحوم اليوم الإثنين في مصر
التالى رئيس جامعة سوهاج يشارك فى المؤتمر الفرنسى المصرى للتعاون العلمي والجامعي