أخبار عاجلة

أوريد: ما يحدث للفلسطينيين يشبه معاناة تهجير الموريسكيين في الأندلس

أوريد: ما يحدث للفلسطينيين يشبه معاناة تهجير الموريسكيين في الأندلس
أوريد: ما يحدث للفلسطينيين يشبه معاناة تهجير الموريسكيين في الأندلس

قال المفكر والروائي المغربي حسن أوريد إن قضية تهجير الموريسكيين، التي تسلط رواية “الفقيه” (2024) الضوء عليها، “ليست مجرد حادثة تاريخية، بل هي إشارة واضحة إلى ظاهرة الترحيل”، معتبرا أن ثمة “تطابقا كبيرا بين أوضاع الفلسطينيين حاليا وما عاشه الأندلسيون آنذاك من تضييق واضطهاد انتهى إلى التهجير. نحن لسنا بعيدين عن مأساة مستمرة، وربما هذا ما جعل كثيرا من الفلسطينيين يهتمون بهذا العمل”.

وشدد أوريد، مساء السبت، أثناء تقديم عمله الجديد “الفقيه” الصادر عن المركز الثقافي للكتاب في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، على وجود “تماهٍ بين الفلسطينيين مع ما بلغه وعاشه الأندلسيون”، مشيرا إلى أن من اختار رواية “الموريسكي” المترجمة عن الفرنسية لتُدرج ضمن بعض البرامج التربوية الأردنية “هم أساسا من أصول فلسطينية، مما يدل على هذا التماهي فعليا مع القضية”، متمنيا “ألا تتكرر المحنة مرة أخرى”.

ومع ذلك، ألحّ المفكر المغربي على ضرورة “البقاء في إطار النص، لكونه يناقشُ، بالأساس، مأساة المهجّرين الأندلسيين، بالاستناد إلى معطيات تاريخية”، وقال: “اشتغلت على وثائق تؤرخ لما تعرضوا له بعد سقوط غرناطة مباشرة، وتحديدا جراء ما يُسمى الانتفاضة الأولى سنة 1497، أي بعد خمس سنوات من سقوط غرناطة، حين لم تحترم الكنيسة الاتفاق الذي أبرم مع الملك أبو عبد الله؛ فقد سلّم الأخير المفاتيح بشرط احترام الكنيسة لمعتقدات المسلمين”.

وأورد المؤرخ والروائي المغربي أن “الكنيسة ضغطت على الملكة لتنصير المسلمين، فحدثت الانتفاضة الأولى، ثم تلتها الثانية حين فُرض على المسلمين تغيير أسمائهم وعاداتهم وتقاليدهم”، وسجل هنا إمكانية “عقد مقارنة بين قرار 1568 الذي ألزم المسلمين بتغيير أسمائهم، وقانون القومية الذي تبنته إسرائيل”، وقال: “طُرد اليهود قبل ذلك، لكني ركّزت على المسلمين؛ وفي العمل أشرت إلى أن هذه الأوضاع قابلة للتكرار”.

وتابع: “في ‘الفقيه’ يوجد مشهد يبكي فيه شهاب الدين أفوقاي، وحين يُسأل لماذا يبكي، يجيب بأنه ‘يخشى أن يتكرر الأمر مع آخرين'”، وزاد: “أظن أن الفلسطينيين التقطوا هذه الإشارة، والحقيقة أن ما نعيشه الآن هو فصل جديد من المأساة ذاتها، أي مما عاشه الموريسكيون، عندما انتقلوا من التعرّض للاضطهاد إلى التهجير، ونحن الآن نعيش واقعا يكرّس محنة التهجير مرة أخرى”.

واستدعى أوريد مقولة الروائي اللبناني الراحل إلياس خوري، صاحب الرواية الشهيرة “باب الشمس”: “النكبة ليست مجرد حادثة تاريخية، بل حالة تتكرر”، وقال: “ولذلك نحن لا نعيش الترحيل كحادثة تاريخية، بل كواقع يتكرر، وفي متن الرواية يوجد نصّ يكاد يكون آنيا من خلال التفاصيل التي يتعاطى معها”.

وأوضح أوريد، الذي كان يتحدث إلى جانب مقدّم العمل الأكاديمي محمد آيت العميم، أن “هذه الرواية تعود إلى نص كتب قبل 15 سنة باللغة الفرنسية بعنوان ‘الموريسكي’ (Le Morisque)”، مسجّلا أنه “في تلك الفترة لم تكن المسألة الموريسكية معروفة، حتى مصطلح ‘موريسكي’ لم يكن شائعا. وتصادف صدور العمل مع الذكرى الـ400 لترحيل الموريسكيين”.

وأورد الأكاديمي المغربي البارز أنه استقى “الفقيه” من نص لأحد الأندلسيين كتب عن تجربته في الأندلس، “بل هو آخر أندلسي كتب باللغة العربية، وهو شهاب الدين أفوقاي”، وتابع: “النص حققه محمد رزوق ويحمل عنوان ‘ناصر الدين على القوم الكافرين’. يتحدث عن تجربته كمترجم للكنيسة اختار الرحيل خوفا من أن تمتد يدها إليه، فهاجر إلى المغرب”، وواصل: “النص، حقيقة، وثيقة تاريخية، لكنه مادة خام يصعب نقلها على علاّتها لتكون رواية”.

ولفت الكاتب إلى أنه حين كتب العمل باللغة الفرنسية، حاول ملء الفراغات، وأوضح: “كان أول فراغ يتعلق بأوضاع المسلمين في الأندلس قبل الترحيل. لم يتحدث النص كثيرا عن ذلك، فقمت بعمل بحث وتنقيب للتعريف بأوضاعهم وما كانوا يتعرضون له جراء محاكم التفتيش. ثم، حين رحل إلى المغرب، حاولت أن أتخيل… كنت أعرف، كما ذكر، أنه كان يشتغل مترجما للسلطان أحمد المنصور، لكن كان لا بد أيضا أن أنسج من خلال هذه التجربة”.

وذكر المتحدث أن “النص المترجم لرواية ‘الموريسكي’ تقرر تدريسه في الأردن ضمن بعض برامج التربية”، موردا أنه “وجد حينها نوعا من الحرج في تدريس نص مترجم”، واستدرك: “لكن ‘الفقيه’ ليس ترجمة، فأنا صاحب النص، ويمكنني التصرف فيه. ومع ذلك، حافظت في ذهني على النص الأصلي، لأنه لم يكن من الممكن أن أكون في نفس الحالة النفسية ولم أستحضر كل المراجع، فاستعنت بالنص الفرنسي، لكنني تصرفت في بنية اللغة، وحاولت أن يشعر القارئ العربي بأن النص كُتب بالعربية، لإبراز عبقريتها وتبديد الشعور بأنه مترجم”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المطورون العرب القابضة تحقق نتائج مالية وتشغيلية إيجابية للعام الثالث على التوالي و تسجل 4.6 مليار جنيه مبيعات خلال 2024
التالى الإثنين والخميس المُقبلان إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة عيدي شم النسيم وتحرير سيناء