أخبار عاجلة

مخاوف الركود العالمي تتفاقم مع تصاعد تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية

مخاوف الركود العالمي تتفاقم مع تصاعد تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية
مخاوف الركود العالمي تتفاقم مع تصاعد تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية

الاثنين 28 ابريل 2025 | 02:13 مساءً

الرسوم الجمركية الأمريكية

الرسوم الجمركية الأمريكية

محمد عاشور

يتوقع خبراء الاقتصاد، ارتفاع مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة من الركود خلال العام الجاري، مرجعين ذلك إلى تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثرت سلبًا على معنويات قطاع الأعمال، بحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز".

مخاطر الرسوم الجمركية الأمريكية

أظهرت نتائج الاستطلاع، الذي شمل ما يقارب 300 خبير اقتصادي ويغطي حوالي خمسين اقتصادًا عالميًا خلال الفترة من 1 إلى 28 أبريل، أن تلك الرسوم الأمريكية أرسلت موجات صدمة عبر الأسواق المالية، متسببة في فقدان تريليونات الدولارات من القيمة السوقية لأسواق الأسهم، وأثرت سلبًا على ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، بما في ذلك الدولار الذي كان يعد ملاذًا آمنًا.

وكانت نفس المجموعة من الاقتصاديين قد توقعت قبل ثلاثة أشهر فقط نموًا عالميًا قويًا وثابتًا، إلا أن المساعي الأمريكية لإعادة تشكيل العلاقات التجارية من خلال فرض رسوم شاملة على كافة الواردات الأمريكية، ولا سيما التعريفات التي وصلت إلى 145% على الصين، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، دفعت إلى تغييرات جذرية في هذه التوقعات، وعلى الرغم من أن بعض هذه الرسوم تم تعليقها مؤقتًا، إلا أن الرسوم الشاملة بنسبة 10% لا تزال قائمة.

وفي هذا السياق، أشار جيمس روسيتر، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي العالمي في "تي دي للأوراق المالية"، إلى أن حالة عدم اليقين الراهنة تجعل من الصعب على الشركات التخطيط للمستقبل القريب، فضلاً عن الأجل الطويل، قائلًا: "من الصعب بما فيه الكفاية أن تخطط لشهر يوليو المقبل، فما بالك بالتخطيط لخمس سنوات قادمة؟".

إيرادات الشركات العالمية

في ظل تصاعد حالة الغموض والرسوم الجمركية الأعلى منذ قرن، أقدمت العديد من الشركات العالمية على خفض أو سحب توقعاتها للإيرادات، في ظل بيئة اقتصادية غامضة.

وكشف الاستطلاع عن إجماع نادر بين الاقتصاديين، إذ لم يشر أي من المشاركين إلى تأثير إيجابي للرسوم الجمركية على معنويات الأعمال، حيث أكد 92% من الخبراء أن تأثيرها سلبي، بينما رأى 8% فقط - معظمهم من الهند وبعض الاقتصادات الناشئة - أنها محايدة.

النمو العالمي في 2025

كما خفض ثلاثة أرباع الاقتصاديين توقعاتهم للنمو العالمي في 2025 إلى 2.7% مقارنة بـ3.0% في استطلاع يناير، بينما جاءت توقعات صندوق النقد الدولي أعلى قليلًا عند 2.8%.

وشهدت الاقتصادات الفردية المشمولة بالاستطلاع اتجاهًا مماثلًا، حيث تم خفض التوقعات المتوسطة لـ28 من أصل 48 اقتصادًا، بينما بقيت التوقعات مستقرة لعشرة اقتصادات، وتحسنت قليلًا لعشرة أخرى، منها الأرجنتين وإسبانيا بفضل تطورات محلية إيجابية.

ومن المتوقع أن تنمو الصين وروسيا بنسبة 4.5% و1.7% على التوالي، متفوقتين بذلك على الولايات المتحدة، دون تغيير، بينما تم خفض توقعات النمو للمكسيك وكندا بشكل كبير إلى 0.2% و1.2% على التوالي مقارنة بشهر يناير.

النمو العالمي في 2026

أما بالنسبة للعام 2026، فقد أظهرت البيانات استمرار الاتجاه الهبوطي في التوقعات، مما يعكس عمق وتأصل تداعيات الرسوم الجمركية، وعدم سهولة التعافي منها.

وعند سؤالهم عن احتمال حدوث ركود عالمي خلال 2025، رأى 60% من الاقتصاديين المشاركين (101 من أصل 167) أن الخطر مرتفع أو مرتفع جدًا، فيما قال 66 خبيرًا إنه منخفض، ومن بينهم أربعة فقط اعتبروه منخفضًا جدًا.

وقال تيموثي جراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "ستيت ستريت"، إنها بيئة يصعب التفاؤل فيها بشأن النمو، مضيفًا أن تأثير فقدان الثقة في الولايات المتحدة كشريك تجاري موثوق سيمتد إلى مجالات متعددة مثل التجارة والدفاع المشترك.

وأشار جراف إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة، التي يتفق الاقتصاديون على طابعها التضخمي، قد تقوض التقدم الذي أحرزته البنوك المركزية خلال العامين الماضيين في السيطرة على التضخم عبر رفع أسعار الفائدة.

وأضاف أن قطع العلاقات مع أكبر شريك تجاري سيؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق في الأسعار، مما سينعكس سلبًا على الدخل الحقيقي والطلب النهائي، ويزيد من احتمالات الدخول في حالة ركود تضخمي، وهو السيناريو الذي يتسم بفترة ممتدة من تباطؤ أو تراجع النمو، مصحوبًا بارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

كما أظهر الاستطلاع أن أكثر من 65% من البنوك المركزية الكبرى لن تتمكن من تحقيق أهدافها الخاصة بالتضخم هذا العام، مع توقع استمرار التحديات في العام المقبل. 

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اجتماع البنك المركزي المصري لحسم مصير أسعار الفائدة، غدا الخميس
التالى ماذا قال باول عن تداعيات الرسوم الجمركية وموقف الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الأمريكي؟