أخبار عاجلة

خاص| المفاوضات الأمريكية الإيرانية.. هل تفقد طهران وكلائها في المنطقة؟

خاص| المفاوضات الأمريكية الإيرانية.. هل تفقد طهران وكلائها في المنطقة؟
خاص| المفاوضات الأمريكية الإيرانية.. هل تفقد طهران وكلائها في المنطقة؟

الثلاثاء 29 ابريل 2025 | 06:21 مساءً

أمريكا وإيران

أمريكا وإيران

كتب : محمود صلاح

لعبة شطرنج سياسية معقدة تُلعب الآن في الشرق الأوسط، كل طرف من المشاركين يحاول اقتناص من يمكن من المكاسب وبأقل قدر من التنازلات، ولعل الجانب الأهم من هذه اللعبة في الأيام الأخيرة، هي المفاوضات التي تجرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتي في ظاهرها تدور حول برنامج إيران النووي، ولكن في باطنها لربما توجد أشياء آخرى تقلب مستقبل الشرق الأوسط وتغير ملامحه وقف تحليلات السياسيين.

عمان احتضنت الجلسة الأولى من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، حول البرنامج النووي، حيث يدور القلق الأمريكي من تخصيب إيران لـ70 كليو جرامًا من اليورانيوم، بنسبة 60%، وهي نسبة تتيح نظريا تصنيع قنبلتين نوويتين، غير أن إيران تمتلك أيضا 400 طن من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، إذ يمكنها من تصنيع 3 قنابل إضافية، حيث تثير هذه الأرقام مخاوف واشنطن من اقتراب طهران لـ" العتبة النووية".

وفق تصريحات وزير خارجية فإن المفاوضات التي شهدتها الأيام الماضية، تحمل نوع من التفاؤل للتوصل إلى اتفاق بين البلدين، الأمر الذي أثار شكوك العديد من المحللين، مع توقعاتهم بأن إيران قد تكون قدمت العديد من التنازلات من أجل الوصول إلى نقطة بداية جديدة حول علاقتها مع أمريكا، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.

تراجع إيران اقتصاديا

تأثر الاقتصاد الإيراني في الآونة الأخيرة، بسب العقوبات الاقتصادية التي تزداد كل حين منذ 2018، إذ تعد التبعية التاريخية لعائدات النفط لا تزال أكبر النقط ضعفا في اقتصاد طهران، ما يجعله يعيش حالة هشاشة أمام العقوبات والتطورات السياسية الخارجية، إذ تشير التوقعات أن مستقبل الاقتصاد الإيراني يعتمد على طبيعة العلاقات بين طهران وواشنطن.

د. شيماء المرسي: إيران تتفاوض لتخفيف عبء الاقتصاد

منذ بداية المفاوضات الجديدة بين البلدين، طرحت العديد من الأسئلة، ولعل أبرزها هل وضع ايران المتراجع اقتصاديا بسبب العقوبات الأمريكية يدفعها للتوصل لاتفاق؟، في هذا الصدد ردت الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران كان عاملاً حاسمًا في تغيير موقف صانع القرار الإيراني من رفض التفاوض مع الولايات المتحدة إلى قبول الدخول في مفاوضات غير مباشرة.

وأضافت المرسي خلال تصريح خاص لـ بلدنا اليوم، أن العقوبات الأمريكية فرضت ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد الإيراني، إذ طالت القطاعات الحيوية مثل النفط والقطاع المصرفي والتجارة، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم وظهور حالة من الركود في الأسواق الإيرانية، متابعة أن هذا التدهور الاقتصادي أثر بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطنين الإيرانيين، وشكل ضغطًا داخليًا على النظام، إذ أصبح الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي أمرًا أكثر صعوبة.

وتابعت: يمكن اعتبار هذه الأوضاع أحد المحفزات الاستراتيجية التي دفعت القيادة الإيرانية، بما في ذلك المرشد، إلى الموافقة على بدء التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة والبحث عن حلول دبلوماسية قد تسهم في تخفيف العبء الاقتصادي، وإلى جانب الوضع الاقتصادي هنالك أسباب أخرى كالضغوط الإقليمية، والتهديدات الإسرائيلية والأمريكية لأذرعها وملفها النووي دفعت إيران إلى إعاد التفكير في خياراتها الدبلوماسية.

إيران تفقد وكلائها في المنطقة

الآونة الأخيرة كشفت ضعفا كبيرا تعيشه أذرع إيران في المنطقة، بداية من استهداف قيادات حزب الله اللبناني، ومرورا بالحوثيين، حيث تسببت الضربات الأمريكية والإسرائيلية في حالة عدم استقرار بين أذرعها، الأمر الذي ينبأ بأن إيران لربما شعرت بخطر كبير وحالة عدم ترابط مع وكلائها، ما يدفعها للتوصل إلى حل يرضي مصالحها ويحفظ أمنها واستقرارها.

المرسي: الاتفاق الدبلوماسي مع أمريكا الأقل تكلفة

الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية وصفت الضربات الإسرائيلية ضد الوكلاء الإيرانيين في المنطقة بالمحرجة لطهران، وأنها أظهرت ضعفها في حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الأمر حدّ من قدرتها على الرد العسكري أو التوسع في استخدام قوتها الناعمة كما كان الحال في السابق.

وأضافت خلال تصريح لـ بلدنا اليوم، أن هذا الوضع فرض تحديات صعبة على إيران وضاعف من تعقيد حساباتها الأمنية والإقليمية، مشيراً إلى أنه لا يمكن القول بشكل قاطع إن هذه الضغوط العسكرية فقط هى التي دفعت إيران إلى التفاوض أو إعادة تقييم استراتيجيها تجاه المنطقة، لماذا؟ لأن من الصعب أن تتخلى إيران عن أهدافها الإقليمية الكبرى مثل تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق ولبنان وليبيا والتي هي بمثابة ميثاق لأهداف الثورة الإسلامية 1979م، إلا أنها رأت أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع الولايات المتحدة قد يكون الخيار الأقل تكلفة في ظل التصعيد الإسرائيلي وتهديد برنامجها النووي والذي هو بمثابة عنصر محوري في أهدافها الاستراتيجية، كونه ليس أداة ردع فحسب، وإنما جزءًا أساسيًا من مكانتها كقوة إقليمية.

لماذا تلجأ إيران لروسيا والصين؟

في مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، أفصح الأول عن نيته بترحيبه حول دخول روسيا في المفاوضات التي تجرى مع أمريكا، كما زار عرقجي الصين، وأعلن وزير خارجية الصين أن بكين ترحب بتعزيز التعاون مع طهران، لكن يرى الخبراء أن هذه اللقاءات السريعة في الوقت الراهن لم يكن الهدف منها التعزيز التجاري فقط.

باحث: موسكو وبكين بمثابة جدار الحماية إلى طهران

الباحث السياسي في الشأن الدولي طلعت طه أكد إن الإدارة الأمريكية والدب الروسي بينهما عداء دفين، وفي العلن سلام فاتر، لكن إيران تريد تجنب الحرب مع "أمريكا – إسرائيل"، وبالتالي تحاول إيران أن تدخل الدب الروسي في طريق المناقشات مع الولايات المتحدة، لأن طهران وموسكو على علاقة قوية، كما أن علاقة موسكو وبكين أيضا تقوي من الموقف الروسي في أي صراع ضد أمريكا.

وأضاف طلعت في حديثه لـ بلدنا اليوم أن موسكو وبكين هما بمثابة جدار الحماية إلى طهران، في الصدام مع إسرائيل أو أمريكا، وبالتالي لعبت روسيا دورا مهما في امداد إيران بالأسلحة في ترسانتها، وأن تذكر طهران كلمة موسكو ومحاولة جلبها إلى الطاولة هو يأتي على خلفية علاقتهما القوية والمصالح المشتركة، وهناك تكتل غير معلن بين الثلاثي سالف الذكر.

أما الدكتورة شيماء المرسي مديرة وحدة التحليل والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية قالت: في ملف مثل البرنامج النووي الإيراني يمكن لروسيا أن تلعب دورًا محوريًا في إحداث توازن بين القوى المختلفة، وتقديم ضمانات لإيران بشأن رفع العقوبات أو حتى الحد من الضغوط الدولية.

واضافت: أيضًا العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية التي تتمتع بها روسيا مع الدول الأوروبية، بالإضافة إلى علاقتها المتوترة مع الولايات المتحدة، يجعلها طرفًا فاعلًا في أي مفاوضات معقدة، مثل المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ولعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن.  

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس الثاني والإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد
التالى شهداء وجرحى جراء تجدد القصف الإسرائيلي على مدينتي خان يونس وغزة