حوار خاص| سامح التوني يفتح ملفات التموين بلا خطوط حمراء

محرر الجريدة مع وكيل وزارة التموين

حملات مكثفة لضبط الأسواق وتحرير 7000 محضر من بداية العام

إدارة خاصة لفحص شكاوى المواطنين والتعامل معها بشكل فوري

صرف مستحقات المزارعين عن توريد القمح خلال 48 ساعة

آلية دقيقه لتوجيه المنحه الأوروبية لتطوير الصوامع وتقليل الفاقد

في ظل تقلبات السوق، وتزايد الضغوط على المواطن بسبب الأسعار، تقف مديرية التموين بمحافظة سوهاج على خط النار، تواجه بكل حزم ممارسات الغش التجاري، وتسعى لضبط إيقاع الأسواق، وضمان وصول الدعم لمستحقيه، الرقابة التموينية هنا ليست مجرد دور روتيني، بل منظومة متكاملة من العمل الميداني المتواصل، والتنسيق مع الأجهزة الرقابية الأخرى، واستجابة يومية لشكاوى المواطنين في القرى والمراكز.

ومع بداية موسم توريد القمح، تبرز تساؤلات عديدة حول مدى جاهزية الدولة لتأمين المحصول الاستراتيجي، ومدى التزام الحكومة بسداد مستحقات الفلاحين، إضافة إلى استمرار صرف المنح الاستثنائية للمواطنين، والتعامل مع اعتراضات أصحاب المخابز على قرارات الغلق أو الخصم.

في هذا الحوار الحصري، نفتح كل الملفات الشائكة مع مسؤول التموين الأول في المحافظة، الدكتور سامح التوني وكيل وزارة التموين بالمحافظة، لنكشف بالأرقام والوقائع كواليس ما يحدث في الأسواق، وما تحقق على الأرض، وما ينتظر المواطن في المرحلة المقبلة.

كيف تقيم منظومة الرقابة التموينية حاليًا في سوهاج؟ وهل هي كافية لضبط الأسواق؟

تشهد محافظة سوهاج حملات رقابية مكثفة ومستمرة بشكل يومي، حيث يتم تنفيذ ما يقرب من 14 حملة يوميًا تشمل الأسواق العامة والمنافذ التموينية والمخابز التي تنتج الخبز المدعم، ومع ذلك نواجه تحديات تتعلق بنقص أعداد المفتشين، ونعمل على تجاوز هذه المشكلة من خلال إسناد بعض الأعمال الإدارية إلى فتيات الاستعانة، بما يتيح لنا توظيف الموظفين بكفاءة في العمليات الرقابية، ومنذ بداية عام 2025، تم تحرير نحو 7000 محضر، 90% منها تتعلق بالمخابز، بالإضافة إلى محاضر في الأسواق والمنافذ التموينية، كما يتم التنسيق مع الطب البيطري وجهاز حماية المستهلك لضمان تغطية جميع المنافذ.

كيف تتعامل المديرية مع ظاهرة الغش التجاري والسلع منتهية الصلاحية، خاصة في القرى والمناطق النائية؟

نقوم بتحرير محاضر ضد السلع غير الصالحة للاستهلاك بالتنسيق مع الجهات الرقابية المعنية، كما نكلف رؤساء المكاتب والوحدات التموينية بمهام المرور الميداني خاصة في القرى والمناطق النائية، والتي تعد بيئة خصبة لترويج مثل هذه السلع، للحد من الظاهرة وتكثيف الرقابة هناك.

ما مدى التنسيق بين المديرية والأجهزة الرقابية الأخرى مثل مباحث التموين والمحليات؟

التنسيق مستمر على مدار الساعة مع مباحث التموين ورؤساء الوحدات المحلية، حيث يتم تنفيذ حملات مشتركة يوميًا تشمل كافة الجهات المعنية لضبط الأسواق وضمان تقديم خدمة تموينية آمنة ومنضبطة للمواطن.

كيف يتم التعامل مع شكاوى المواطنين بشأن ارتفاع الأسعار أو نقص بعض السلع في المناطق الريفية؟

تم تخصيص إدارة لفحص الشكاوى الواردة عبر تطبيق "واتساب" والخط الساخن أومنظومة الشكاوى الحكومية، ويجري التعامل معها خلال 48 ساعة كحد أقصى، وقد حازت هذه الخدمة على إشادة وتكريم من المحافظ، باعتبارها واحدة من أسرع قنوات الاستجابة على مستوى المحافظة.

كم بلغ حجم القمح المورد حتى الآن في المحافظة؟ وهل يحصل المزارعين على مستحقاته بشكل فوري؟

ما تم توريده حتى الآن يعتبر بشائر الموسم، حيث بلغ حجم التوريد نحو 25 ألف طن، على أن تبلغ ذروة التوريد خلال شهر مايو، والمستهدف هذا العام أن يزيد التوريدعن الموسم الماضي، والذي بلغ 169 ألف طن، ويتم صرف مستحقات المزارعين خلال 48 ساعة من عملية التوريد، في ظل متابعة لحظية من غرفة عمليات مشتركة مع الوزارة.

هل واجهت المديرية أي تحديات ميدانية في موسم التوريد الحالي؟ وكيف تم التعامل معها؟

حتى اللحظة، لم نرصد أي مشكلات جوهرية في الموسم الحالي، وإن وجدت بعض المعوقات البسيطة، يتم التعامل معها على الفور لضمان انسيابية عملية التوريد.

ما موقف محافظة سوهاج من صرف منحة السلع الاستثنائية؟ خاصة مع وجود شكاوى من أصحاب البقالات التموينية في صرف السلع؟

عملية صرف السلع تسير منذ اليوم الأول دون توقف، وقد اقتربنا من الانتهاء من صرف سلع شهر مارس، ونواصل حاليًا صرف مخصصات شهر أبريل. وقد منح الوزير مهلة لصرف السلع حتى نهاية مايو، لضمان حصول جميع المواطنين على استحقاقاتهم بشكل كامل.

كثير من أصحاب المخابز يعترضون على قرارات الغلق أو الخصم.. هل هناك فعليًا آلية عادلة لتقديم التظلمات؟

توجد لجنة شفافة ومحايدة على أعلى مستوى تتولى فحص تظلمات أصحاب المخابز، ويتم البت في هذه التظلمات خلال 15 يوما من تقديمها، دون وجود أي مصلحة شخصية لأي طرف في القبول أو الرفض، إذ أن الهدف الأساسي هو تنفيذ القانون بعدالة.

ما نسبة التظلمات التي تم قبولها وإعادة تشغيل المخبز بعد إغلاقه خلال الشهور الأخيرة؟

نسبة التظلمات التي تم قبولها تعتبر نسبة مقبولة، وفي حال تم رفض التظلم من قبل اللجنة المحلية، يمكن لصاحب المخبز اللجوء للجنة المركزية بالوزارة، والتي تتولى مراجعة القرارات وفق القوانين المنظمة.

البعض يرى أن بعض اللجان التموينية تتعسف في تحرير المحاضر.. كيف تضمن المديرية الحياد والعدالة في المحاسبة؟

توجد توجيهات مستمرة لمفتشي التموين والأجهزة الرقابية بضرورة التعامل باحترام وشفافية مع أصحاب المخابز والأسواق والمنافذ، مع التأكيد على تحرير المحاضر بمنتهى النزاهة والمهنية لضمان العدالة للجميع.

كيف تضمن الوزارة إن أموال المنحة الأوروبية لهيئة السلع تذهب لتطوير الصوامع وتقليل الفاقد في القمح؟

وضعت الوزارة آلية دقيقة لضمان توجيه أموال المنحة الأوروبية إلى الأغراض المخصصة لها، وعلى رأسها تطوير الصوامع وتقليل الفاقد من القمح، من خلال متابعة ومراجعة دقيقة للمصروفات.

كيف يؤثر هذا التمويل على استقرار سعر الخبز وتوفره؟

هذا التمويل يعزز من قدرة هيئة السلع التموينية على تغطية مبالغ الدعم، بما ينعكس إيجابًا على استقرار أسعار الخبز المدعم وتوافره بشكل دائم، فضلًا عن ضمان استقرار السوق التمويني بشكل عام.

وجه رسالة لأهالي محافظة سوهاج.

أطمئن أهالي سوهاج بأن هناك جهازًا رقابيًا يعمل بكل جد وإخلاص، والسلع متوفرة في الأسواق بأسعار مناسبة ودون احتكار أو استغلال. نواصل جهودنا لضمان تقديم خدمة تموينية تليق بالمواطن السوهاجي.

في ختام هذا الحوار، تتجلى ملامح الجهد الكبير الذي تبذله مديرية التموين بسوهاج على مدار الساعة لضبط المنظومة التموينية، ومواجهة التحديات الميدانية، بدءًا من محاربة الغش التجاري ووصولًا إلى ضمان صرف الدعم والمقررات التموينية للمواطنين في كافة أنحاء المحافظة، ورغم ما تواجهه من نقص في الكوادر البشرية أو بعض المعوقات اللوجستية، إلا أن المديرية تعتمد على خطط تحرك سريعة، وتنسيق كامل مع الأجهزة الرقابية الأخرى، لضمان سير العمل بفاعلية، ويبقى المواطن في قلب الاهتمام، والمراقبة على الأسواق لا تهدأ، في مشهد يعكس مدى الحرص على تحقيق العدالة التموينية، وحماية الأمن الغذائي، واستقرار الأسعار في واحدة من أكبر محافظات الصعيد.