جامعة "الأخوين" تدعَم مشاريع ناشئة

بمبادرة شبابية واعدة، احتضنها حرَمُها الجامعي طيلة شهر أبريل، واصلت “جامعة الأخوين” دعم إشعاع ريادة الأعمال في الجهة، عبر مختبر حقيقي للابتكار جسدتْه مبادرة “مغامرة المشاريع” (Ventures Adventure).

أظهر الخوض في “مغامرة المشاريع” أرقاماً دالة واعدة، حسب بيان صحافي توصلت به هسبريس، بأكثر من 530 طالباً وطالبة شاركوا من “جامعة الأخوين” بإفران، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، في مسابقة مخصصة لريادة الأعمال، مستفيدين في السياق ذاته من “حصص إرشاد مكثفة ولقاءات مع خبراء من عالم الأعمال لاختبار أفكارهم”.

ولفتت الجامعة ذاتها إلى “وصول 17 شركة ناشئة إلى النهائيات”، جرى تكريمها كلها خلال حفل اختتام هذه النسخة من الحدث التي أشرف عليها “مكتب التشغيل وريادة الأعمال (E&E) بجامعة الأخوين”، مع توزيع للجوائز على الشركات الناشئة الممثلة للجامعات الأربع.

ونقل البلاغ عن أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين بإفران، تعليقه بالقول: “إن ريادة الأعمال التي يحتاجها المغرب اليوم يجب أن تندرج ضمن منظومة متكاملة. وقد أظهرت مغامرة المشاريع أهمية توحيد الجهود لتعزيز فرص نجاح المواهب المغربية الشابة”.

من أفكار إلى إنجازات ملموسة

حسب المعطيات ذاتها استفاد المشاركون من مواكبة 40 مرشدا ومستثمرا من المغرب، والولايات المتحدة، وإنجلترا، والكاميرون؛ فيما تُوجت 17 مقاولة ناشئة شملت مشاريعها مجالات “الابتكار الرقمي، التجارة الإلكترونية، التكنولوجيا الزراعية، التكنولوجيا المالية، الصحة الرقمية، التكنولوجيا الغذائية، التعليم الرقمي، إضافة إلى الرياضة الذكية، الاستدامة والفنون الرقمية”.

واختار كل مرشد حسب مجال اختصاصه الشركات الناشئة التي أثارت إعجابه ليقدم دعما مخصَّصا يهم “تطوير النماذج الأولية” (MVP)، “استضافة المواقع الإلكترونية”، “الدعم في التسويق”، مع “دعم للملكية الفكرية”، ثم “الربط مع عملاء أو موردين محتمَلين”، بالإضافة إلى تسهيل الولوج إلى برامج تسريع الأعمال ومختبرات الابتكار المعروفة بـ(Sandboxes).

وأوضح نيكولا كلوتز، المدير التنفيذي لريادة الأعمال بجامعة الأخوين، ضمن تصريح بالمناسبة، أن “مغامرة المشاريع فرصة تبادل فريدةٍ بين الوسط الأكاديمي وعالم الصناعة وشبكات الابتكار داخل المغرب وخارجه”، مضيفا: “من منظورنا فإن جوهر مغامرة المشاريع يكمن في بناء جسور قوية لتحويل الأفكار إلى نجاح حقيقي”.

وبالنسبة لبعض الفرق أعلن بيان للجامعة أن الجوائز المقدمة تشمل “مساهمة في رأس المال الأولي، إذ أبدى مستثمرون مغاربة وبريطانيون وأمريكيون رغبتهم في دعم هذه المشاريع الطموحة، بما فيها التي مازالت في مراحلها الأولى”.

وفي هذا السياق أشاد إدريس العراقي، المؤسس والشريك العام لصندوق الاستثمار المغربي “U-Investors” المخصص لدعم الشركات الناشئة ذات الإمكانيات العالية، بالمنهجية العملية التي تميزت بها الفرق المشاركة، التي تنسجم مع طبيعة السوق المغربي، وقال: “لقد تمكنت الفرق من تحديد احتياجات مالية واضحة وواقعية ومتناسبة مع مستوى نضج مشاريعها، وهو عامل أساسي لإقناع المستثمرين (Venture Capitalists)”؛ كما يرى أنه بمجرد إثبات هذه المشاريع قدرتها على النجاح ستتاح لها فرص أكبر للقيام بجولات تمويلية أوسع لتعزيز نموها.

مرشدون في قلب النجاح

استند نجاح مغامرة المشاريع إلى التزام قوي من قبل مقاولين ومستثمرين عبّؤوا جهودهم لإرشاد المشاركين طيلة الحدث؛ إذ صرح المهدي لعشاش، مدير الابتكار المفتوح بشركة “إنوي”: “لقد أبهرتني جودة الأفكار ووضوحها لدى الطلاب الذين نجحوا في توظيف تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT). هذه المبادرة مكنت من تسليط الضوء على الإمكانيات الواعدة للطلبة وساهمت في تسريع الرقمنة بالمغرب”.

من جهتها أوردت أسماء دياني، أستاذة باحثة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس: “إن المشاريع التي رأينا تبعث على الكثير من الأمل في مستقبل الجهة. ونحن فخورون للغاية بما تحقق. يجب أن تستمر هذه المبادرة لخلق أثر إيجابي ومستدام على منظومة ريادة الأعمال الجهوية”.

“لدّتي”: قصة نجاح تتبلور

من أبرز المشاريع الناشئة تطبيقُ “لدّتي” (Laddaty) الذي تقُود مشروعه خديجة صالح العلج، طالبة في جامعة الأخوين، حائزا على جائزة “الشركة الناشئة الأكثر وعدًا”.

ويهدف التطبيق إلى “تسهيل عملية إعداد الوجبات اليومية للعائلات النشيطة، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي والتخصيص الغذائي وأتمتة قوائم التسوق”، حسب المعطيات المعلنة. فيما علقت خديجة على تجربتها قائلة: “لقد غيرت مغامرة المشاريع رؤيتي بالكامل، إذ تعلمت كيفية هيكلة مشروعي، والتواصل مع المستثمرين والاستعداد لدخول السوق. وبفضل هذه التجربة أصبح تطبيق Laddaty جاهزا الآن للانطلاق”.

وتؤكد جامعة الأخوين بإفران “نجاح مغامرة المشاريع في خلق بيئة تفاعلية يعيش فيها الابتكار ويتطور بشكل جماعي”. ومن خلال تعزيز التبادلات بين الطلاب والمرشدين والمستثمرين تؤكد الجامعة دورها الرائد في تكوين جيل جديد من رواد الأعمال المغاربة، المستعدين لمواجهة تحديات المستقبل