أخبار عاجلة
موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025.. تفاصيل -
موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025.. تفاصيل -
وفاة أشهر مشجعي منتخب إسبانيا -

الحرف التقليدية تحيي "عيد الشغل" تحت تهديدات الذكاء الاصطناعي

الحرف التقليدية تحيي "عيد الشغل" تحت تهديدات الذكاء الاصطناعي
الحرف التقليدية تحيي "عيد الشغل" تحت تهديدات الذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي تستغل الشغيلة مناسبة عيد الشغل للتأكيد على مطالبها وطموحاتها لتحسين أوضاعها، تجد فئات مهنية أخرى نفسها أمام تحديات تكنولوجية لا تعرقل تطورها فقط، بل تهدد وجودها بالكامل، خاصة مع التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي.

وتأتي الحرف التقليدية في طليعة هذه الفئات، حيث أصبحت مهددة بالاندثار بسبب الانتشار الواسع للآلات الذكية، ما يساهم في تراجع فرص العمل اليدوي وتهميش المهارات التي كانت تنتقل عبر الأجيال، مما يضع العديد من الحرفيين أمام مستقبل مهني غير مؤكد.

الاستفادة والتهديد

محمد أمغار، نائب رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمغرب مستشار بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة بني ملال خنيفرة، قال إن “التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يخدمان القطاع التجاري والمهني والمنتسبين إليه، وهذه الأهمية تكمن في شتى المجالات التجارية والحرفية والخدماتية، وتتجلى بوضوح في تيسير المعاملات التجارية والمهنية وتسهيل الولوج إلى كافة التدابير والإجراءات التقنية الكفيلة بإنعاش القطاع ودعمه”.

وأشار المتحدث إلى أن “التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في الإلمام بكل تفاصيل المعاملات التجارية اليومية ومكنت المهنيين من معرفة آخر التطورات التي تهم المجالات التجارية والخدماتية والحرفية والصناعية وغيرها”، موردا أن “هذه التدابير والإجراءات التكنولوجية ساهمت بشكل كبير في خلق الثروة وفائض القيمة، كما ساعدت في انعاش القطاع وتقويته”.

وفي المقابل، ذكر أمغار، في تصريح لهسبريس، أن “هذا التطور التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، كانت له بعض الآثار السلبية؛ إذ إن الكثير من القطاعات باتت مهددة بالإفلاس والزوال، بعدما غيرت التجارة الإلكترونية مجموعة من العادات في المعاملات التجارية اليومية، وعلى سبيل المثال محلات تجارة القرب”.

ونبّه نائب رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمغرب إلى أن “عددا من الصناعات التقليدية وجدت نفسها مهدّدة بالانقراض لأنها غير قادرة على مواجهة المنافسة القوية التي توفرها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهو ما يفرض على الجميع التأقلم مع هذه المتغيرات ومسايرتها لمواكبة المستجدات والتطورات”.

وشدد المستشار بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة بني ملال خنيفرة على أن “عددا من الحرف والصناعات التقليدية يهددها التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والآلات الدقيقة بدرجات مختلفة، كصناعة الفخار، والزرابي، والحدادة التقليدية، والنقش على الخشب، والنحاس، والنسيج اليدوي، والزليج التقليدي، والصباغة الطبيعية والخياطة التقليدية، خاصة في ظل التهميش الذي يطال هذه الحرف من طرف المسؤولين”.

التراجع والصمود

مصطفى مطر، رئيس جمعية للتجار، عبّر عن قلقه من “تراجع عدد من الحرف المرتبطة بالإصلاح”، مبرزا أن “هذا التراجع يعود إلى اندثار ثقافة الإصلاح التي كانت سائدة في السابق؛ إذ أصبح المستهلكون يفضلون اقتناء أجهزة جديدة بدل إصلاح المعطلة منها، خاصة حين تكون كلفة الإصلاح قريبة من كلفة الشراء”.

وأوضح مصطفى مطر أن “هذا التوجه الاستهلاكي ساهم في تراجع مهن دقيقة كإصلاح الساعات والتلفزيونات وبعض الأدوات الإلكترونية”، مضيفا أن “استمرار هذا الوضع من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء مهارات وحرف كانت إلى وقت قريب حاضرة بقوة في المشهد الاقتصادي والاجتماعي المغربي”.

في المقابل، استحضر مصطفى مطر أن “الحرف التقليدية الأصيلة ما تزال تحتفظ بمكانتها، نظراً لارتباطها بالهوية الثقافية المغربية”، موردا أنه “رغم وفرة المنتوجات الصينية، إلا أن الصناعات التقليدية لا تزال تلقى رواجًا، لأنها تعكس الذوق المغربي الأصيل”.

وشدد مطر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على ضرورة “مواكبة هذه الحرف من طرف الوزارات المعنية، من أجل دعم الحرفيين وتمكينهم من تسويق منتوجاتهم في ظروف تضمن لهم الاستمرارية والقدرة التنافسية داخل الأسواق”.

وأكّد المهني ذاته أن “الفخار والزربية والنقش على الخشب، وغيرها من الحرف المغربية التقليدية والأصيلة، تحظى باهتمام كبير من طرف السياح المغاربة والأجانب لما تحمله من رمزية ثقافية”، داعيا الحكومة إلى “تعزيز دعم هذه القطاعات التي تساهم بشكل مباشر في تنمية السياحة والاقتصاد الوطني، وتعد إحدى ركائز التراث المغربي العريق”.

وطالب مطر الحكومة بـ “إعادة النظر في واقع بعض الحرف التقليدية التي تراجعت مردوديتها بشكل كبير”، منبّها إلى أن “هذه الحرف أصبحت لا تضمن دخلا كافيا للمهنيين، ليس فقط بسبب ضعف المبيعات، بل أيضا لأن الأجور المرتبطة بها منخفضة جدا، مما يجعل مستقبل هذه المهن مهددا، رغم أنها جزء من التراث والهوية”.

وختم المتحدث لهسبريس توضيحاته بدعوة جميع الجهات المعنية إلى “إحداث مدارس للتكوين المهني المتخصص في المجالات والمهن المهددة بسبب التطور التكنولوجي والرقمي، مع توفير الدعم والمواكبة لضمان استمراريتها وكرامة من يشتغلون فيها”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إعادة فتح ميناء الغردقة بعد تحسن حالة الطقس
التالى عاجل ـ شركة ميتا تحقق أرباح ربع سنوية بقيمة 16.6 مليار دولار