أخبار عاجلة

صفحات "بين التاريخ والرواية" تقدم هدايا إلى الوزير أحمد التوفيق

صفحات "بين التاريخ والرواية" تقدم هدايا إلى الوزير أحمد التوفيق
صفحات "بين التاريخ والرواية" تقدم هدايا إلى الوزير أحمد التوفيق

بعنوان “بين التاريخ والرواية”، يهدي كتاب جماعي جديد أعماله إلى المؤرخ والوزير والروائي أحمد التوفيق، بتنسيق محمد صلاح بوشتلة ومحمد آيت لعميم، مهتمّا بإسهاماته في مجالات التحقيق، والتأريخ، والدراسة الأكاديمية، والكتابة الأدبية، والتنظير لإعادة تنظيم الشأن الديني وتنزيل ذلك.

ووفق الورقة التقديمية للعمل الجديد، فإن دراساته تهم الرواية والتاريخ والتصوف، شارك بها كل من الأكاديميين: عبد المجيد الصّغيَّر، عبد الإله بنعرفة، محمد الشابي، محمد آيت لعميم، سعيد العوادي، محمّد صلاح بوشتلّة، محمّد البوغالي، الحسين الوكيلي، سمير أيت أومغار، سناء السّلاهمي، عبد الله اُكيك، محمد فقري، أحمد عمالك، محمّد أقسقوس، محمّد المرتضي، محمّد بنحماني، محمّد الطّبراني وآدم أيت بنلعسل.

يقول تقديم المؤلّف الجماعي الجديد إن “من بين الأسماء التي كانت تتراوح بين اعتلاجات التّدبير ومشاغل السّياسة، وبين هَدأة الفكر وتدابير الكياسة؛ أسماء قليلة استطاعت المزاوجة بين الوزارة والكتابة، وبقيت وفية للتفكير والتّأليف. من الزّمن البعيد يحضرنا عبد الرّحمن بن خلدون ولسان الدّين بن الخطيب وأبو بكر بن باجة وآخرون، ومن هذا الزمن يبرز علال الفاسي وعبد الهادي بوطالب وآخرون”.

ويتابع أن من هذه الأسماء “أحمد التّوفيق؛ فدون أن تنهاه مشاغل الوزارة ومسؤولياتها الجسيمة بقي وفيا للتأليف والكتابة، بأن أَوقَف شطرًا صالحًا من وقته لمهمته الأولى، التي لم يُدخل الضّيم عليها بباقي المهام التي أنيطت به، ملبيا نداءها ومنتهزا كل فرصة لاستيفائها”.

وأضاف التقديم: “أحمد التّوفيق عَلَمٌ ثقافي مغربي أسدى الكثير من الخدمات الجليلة للمشهد الثّقافي والدّيني المغربي؛ تحقيقًا، وتأريخًا، وإبداعًا، وتنظيرًا، وتدبيرًا. فعلى امتداد عقود من العمل الأكاديمي أنتج الكثير من الكتب، والكثير من الدّراسات والرّوايات، وجدّد علاقتنا بنصوص فُقدت. وبرغبة جموح حاول أن يكشف لنا عن معالم الوجه الرّوحاني للحضارة المغربية، وبرغبة أكثر جموحًا حاول بعثه في حياتنا. ودون أن تتمكن جداول الأعمال والأسفار من أن تَسلُبه حيويته الأكاديمية والإبداعية، ودون أن يستسلم لضغط الإدارة، فقد وطّن نفسه على التّصنيف، جريا على سنة سلفه من المؤرخين كابن صاحب الصّلاة وابن القطان وغيرهما”.

وقد تجلى ذلك “في صور متعددة ومتنوعة، وعلى أكثر من صعيد وقول؛ روائيًا، ومؤرخًا، ومحققًا، ومُدبرًا لشؤون مكتبات كبرى في المغرب، ومحاضرًا عن الدّين وهموم المجتمع من وجهات نظر أكاديمية، وبلغات متعددة، وهذه ميزة تنضاف إلى شخصية الرّجل المتعددة، فإنه متعدد الألسن؛ كتابة وإلقاء بالعربية والأمازيغية والفرنسية والانجليزية، ليظل إنتاج الأعمال الأدبية، وإنجاز الأوراق البحثية مهنة أحمد التّوفيق التي يُتقنها، والتي لم يفلح في أن يتخلى عنها لصالح المهام التي كانت تحيط به دومًا”.

وفي كل أعماله، يردف التقديم: “كان أحمد التّوفيق ينطلق من موسوعية كبيرة، جعلته يجمع بين الأدب والتاريخ والذاكرة مثله مثل أستاذه جيرمان عياش المبرز في الآداب الكلاسيكية، والقصّاص والمؤرخ، وهي الموسوعية نفسها التي جعلته ثاني اثنين في مهمة تحرير أشهر موسوعة تهم التّاريخ المغربي، ألا وهي معلمة المغرب، رفقة أستاذه محمد حجي، حيث تحمل الاثنان واقتسما تعب وإرهاق إخراجها للوجود، وعبرها التّطلع أكاديميا لسدّ الثّغرات ورتق ثُلم وفراغات التّاريخ المغربي التي تخص الأعلام والقرى والمدن. وبسبب ذات الموسوعية وذات الأهداف حاول أحمد التّوفيق ملء الفراغات التّاريخية بأعماله التّخييلية، حيث قدّم للقارئ المغربي والعربي نصوصًا روائية، تذكر القارئ المغربي بأسماء تاريخية أو ترسم معالم تساعد على فهم فترات ضليلة من التّاريخ المغربي”.

ويؤكّد العمل الجديد أن “الحديث عن أحمد التّوفيق حديثٌ عن مدرسة وضع لبناتها الجيل الأول من المؤرخين المغاربة (الفقيه المنوني، محمد حجي، جرمان عياش …)، وأرسى قواعدها وسار على دربها أحمد التّوفيق الذي حمل المشعل وبقي وفيا له، فظل مسكونًا بمعالجة قضايا التّاريخ المغربي المستعصية، وليكون منطلقه دومًا هو التّحسيس بقيمة هذا التّاريخ وأهمية الكشف عن جوانب الهامش التي لم يؤبه بها كثيرًا في كثير من اللّحظات التي مثلها المتصوف والتّيار الصوفي، عبر تقديم ترجمات لأعمال مؤسِّسة عن مشايخ الطريقة، أو تقديم دراسات رصينة عن تاريخ الصّوفية أو بتقديم تحقيقات أكثر رصانة لنصوص أهل الحقيقة، هذه التّحقيقات التي صار معها أحمد التّوفيق يمثل مدرسة قائمة بذاتها باختياراته العلمية في التّحقيق، وباختياراته لصنف معين من الوثائق”، حتى كان “يمثل حقبة، سيسميها المرحوم محمد مفتاح «الحقبة التّوفيقية»، حقبة اتسمت بمحاولة إغناء عملية التّحقيق انطلاقًا مما تضمنه مستجدات المناخ العلمي المعاصر”.

ويفسر تقديم الكتاب الجديد “الرّجوع إلى مشروع أحمد التّوفيق” بـ”الاعتراف بأفضال الرّجل، وبفضل يده البيضاء على الثقافة المغربية في صنوف وحقول معرفية عدّة، وعلى صعيد التّدبير والتّسيير”، مواصلا: “هذه محاولة بسيطة لشكر رجل أدّى ما عليه، بل وقدّم الحسنى وزيادة تجاه تاريخ وهوية وذاكرة وطنه بوفرة إنتاجه، فكان تنسيقنا لهذا العمل حتى نفكر مليا مع أحمد التّوفيق في القضايا والموضوعات العلمية التي شغلته، وأخذت حيزًا من اهتمامه، لا سيما عوالم الرّواية والتّصوف والتّاريخ وجبهات التّحقيق والترجمة”.

ويغطي هذا العمل، حسب المصدر ذاته، “جوانب عديدة من أعمال المؤرخ والمبدع والوزير أحمد التوفيق التي تنوعت وتعددت بين جبهات: التحقيق، والدراسة الأكاديمية، والكتابة الإبداعية، وبين الممارسة والعمل على تجديد الشأن الديني والحرص أن يتحول التنظير الفكري إلى ممارسة ملموسة”، ويحاول عرض “أهم المفاصل الكبرى في شخصيته وفي اختياراته على مستوى التحقيق والبحث الأكاديمي والكتابة الإبداعية”، مع خلاصة مفادها “أن هناك انسجاما بالغ الدقة بين هذه المجالات وأن الخيط الناظم لها هو سؤال الهوية المغربية والتّجذر الروحي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ننشر صورة المزارع الذى توفى بسبب ماكينة دراس القمح بالمحلة
التالى هل سيحصل هاتفك على HyperOS 3 وAndroid 16؟ هذا التطبيق يخبرك فورًا