في مقال مثير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، تناول الكاتب فريدي جراي تصوّراته حول ما قد يخبئه المستقبل بعد أربع سنوات من ولاية ثانية لدونالد ترامب، مبرزًا ثلاثة سيناريوهات دراماتيكية قد تُغير ملامح العالم.
هذه السيناريوهات تتضمن اغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوم إسرائيلي واسع على طهران، وخطة أمريكية لفرض سيطرة على المكسيك تحت قيادة خليفة نسائية لترامب.
هذه التصورات الخيالية، المدعومة بتحليل سياسي، تفتح الباب لمناقشة تأثير سياسة "أمريكا أولًا" على العلاقات الدولية.
خلفية حكم ترامب: سياسة "أمريكا أولًا" وتغيير قواعد اللعبة
خلال ولايته الأولى، اتسمت سياسات ترامب بالتراجع عن الالتزامات الأمريكية التقليدية تجاه الحلفاء، والتركيز على المصالح القومية. مع عودته إلى البيت الأبيض في 2025، قد تزداد هذه السياسات تطرفًا، مما يعيد تشكيل التوازنات الدولية بشكل قد يثير أزمات كبرى. وفي مقاله، يناقش جراي كيف قد تؤدي هذه السياسات إلى تداعيات غير مسبوقة على مستوى العالم.
السيناريو الأول: اغتيال زيلينسكي وأثره على أوكرانيا
في هذا السيناريو، يتوقع جراي أن تقليص ترامب لدعم أوكرانيا قد يؤدي إلى اغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نتيجة التوترات الداخلية والتدهور العسكري. إذا قرر ترامب قطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، فقد يواجه زيلينسكي معارضة داخلية شديدة، مما يجعل اغتياله محتملًا، خاصة إذا استغلّت روسيا هذا الفراغ لزيادة سيطرتها على المنطقة.
الدوافع وراء السيناريو:
توقف الدعم الأمريكي عن أوكرانيا
استمرار التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية
تصاعد التوترات الداخلية ضد زيلينسكي بسبب الخسائر البشرية والاقتصادية
الآثار المحتملة:
انهيار سياسي في أوكرانيا
احتمال تصاعد التوترات داخل حلف الناتو
تشجيع قوى مثل الصين وإيران على تحدي النظام الدولي
السيناريو الثاني: قصف إسرائيلي شامل لطهران
يتصور جراي سيناريو هجوم إسرائيلي واسع على إيران، مدعومًا بتأييد ضمني من ترامب. إذا تقدمت إيران بشكل ملحوظ في برنامجها النووي، فقد تشجع إسرائيل على تنفيذ هجوم شامل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد في المنطقة.
الدوافع وراء السيناريو:
خطر امتلاك إيران للسلاح النووي
دعم أمريكي ضمني لإسرائيل
تزايد الهجمات بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة
الآثار المحتملة:
اندلاع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط
ردود فعل عنيفة من إيران عبر وكلائها في لبنان والعراق
ارتفاع أسعار النفط وتأثيره على الاقتصاد العالمي
السيناريو الثالث: خطة للسيطرة على المكسيك بقيادة خليفة نسائية لترامب
في هذا السيناريو الأكثر تطرفًا، يتخيل جراي خليفة نسائية لترامب تتبنى سياسة عدوانية تجاه المكسيك، حيث تتعهد بالسيطرة على المكسيك بسبب مشكلة الهجرة والكارتلات.
هذه السياسة قد تتضمن تدخلًا عسكريًا مباشرًا أو عمليات مشتركة لمكافحة عصابات المخدرات.
الدوافع وراء السيناريو:
الضغط الشعبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية
مواجهة الكارتلات عبر عمليات عسكرية
استخدام هذه السياسة لتعبئة القاعدة الانتخابية الأمريكية
الآثار المحتملة:
أزمة دبلوماسية حادة في الأمريكتين
تصاعد الاشتباكات العسكرية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك
تأثير سلبي على العلاقات التجارية بين البلدين
نظرة شاملة: تحولات النظام العالمي
تظهر السيناريوهات الثلاثة التي طرحها جراي خطرًا حقيقيًا من تحول النظام العالمي إلى حالة من الاضطراب، حيث قد تؤدي سياسات ترامب المتشددة إلى تغييرات جذرية في العلاقات الدولية.
تراجع الدعم لأوكرانيا قد يعزز من هيمنة روسيا، في حين أن القصف الإسرائيلي لطهران قد يفتح الباب لسيناريوهات حرب إقليمية، أما خطة السيطرة على المكسيك فقد تضع الولايات المتحدة في مواجهة مع جيرانها، مما يعزز التوترات في أمريكا اللاتينية.
القيود الداخلية والخارجية:
الكونغرس الأمريكي قد يقف في وجه هذه السياسات المتطرفة
ردود فعل حلفاء الولايات المتحدة قد تحد من تنفيذ هذه السياسات
الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الأزمات العالمية قد تدفع ترامب أو خلفاؤه إلى إعادة التفكير في الخيارات المتطرفة
هل ستكون هذه الرؤية مجرد خيال سياسي؟
رغم الطابع الدراماتيكي لهذه السيناريوهات، يظل احتمال حدوثها واردًا في ظل تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب أو خلفائه.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التصورات ستظل مجرد خيال سياسي أم ستشكل بداية لتحولات عميقة في النظام العالمي.