أُطلِقت أكبر سفينة كهربائية في العالم رسميًا في أستراليا، لتضيف إلى الجهود الرامية لإزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.
ووفق قاعدة بيانات صناعة الشحن البحري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يصل طول سفينة هول 096 (Hull 096) 425 قدمًا (130 مترًا)، وتُزوّد ببطاريات يصل وزنها مجتمعةً إلى أكثر من 275 طنًا.
وكانت الخطة الأصلية للسفينة التي بُنيت لصالح شركة تشغيل العبارات بوكيبوس (Buquebus)، تستهدف تشغيل الوحدة بالغاز الطبيعي المسال، قبل كهربتها بصورة كاملة.
ولا تمثّل صناعة الشحن البحري سوى 3% من الانبعاثات الكربونية السنوية عالميًا، وفق أرقام صادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".
الشحن البحري المستدام
تمنح أكبر سفينة كهربائية في العالم التي أبصرت النور رسميًا في ولاية تاسمانيا الأسترالية، دفعةً كبيرةً لقطاع الشحن البحري المستدام.
ومن المقرر تسيير السفينة -المبنية بوساطة حوض بناء السفن الأسترالي إنكات (Incat)- بين العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وأوروغواي عبر بحر ريو دي لا بلاتا جنوب شرقي أميركا الجنوبية.
وأُنشئت "إنكات" السفينة بناءً على طلب من "بوكيبوس"، وتمثّل الوحدة التي تحمل كذلك اسم تشاينا زوريلا (China Zorrilla)، نسبةً إلى الممثلة الأوروغوايانية، تحولًا تاريخيًا نحو الطاقة النظيفة في قطاع النقل البحري.

السفينة الكهربائية
لدى السفينة الكهربائية القدرة على أن تُقِل ما يصل إلى 2100 راكب، و225 مركبة، معتمدةً على نظام دفع يعمل ببطارية كهربائية فقط.
ويقول رئيس شركة إنكات، روبرت كليفورد: "هذا يوم تاريخي، ليس بالنسبة إلى شركتنا فحسب، وإنما بالنسبة إلى مستقبل قطاع النقل البحري كذلك".
وأضاف: "أمضينا أكثر من 4 عقود في بناء أكبر سفينة كهربائية في العالم، وتُعد (هول 096) المشروع الأكثر طموحًا والأكثر تطورًا والأكثر أهمية أيضًا في محفظة المشروعات التي سلمناها؛ وتلك السفينة تغيّر قواعد اللعبة".
وتُعدّ "هول 096" السفينة الـ9 التي بنتها إنكات لصالح شركة بوكيبوس، وما تزال الشراكة القائمة بين الكيانَيْن هي أساس الابتكار، والالتزام طويل الأمد بمعايير الاستدامة.

سفينة كهربائية ببطارية خارقة
تدعم السفينة بطاريات تزن أكثر من 275 طنًا، ونظام تخزين كهرباء تتجاوز سعته 40 ميغاواط/ساعة؛ ما من شأنه أن يجعل بطارية "هول 096" الأكبر من نوعها في العالم المركبة على سفينة، وفق إنكات.
كما يزيد نظام تخزين الكهرباء في السفينة 4 مرات على أي نظام مناظر مُستعمَل في قطاع الشحن البحري، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولدى طاقة البطاريات القدرة الكاملة على تشغيل 8 نفاثات مائية -مضخات مياه كبيرة- كهربائية؛ ما يتيح للسفينة عبور النهر في 90 دقيقة، وتُبنَى البنية التحتية للشحن على جانبي الطريق لضمان سلاسة تشغيل السفينة.
ومن المقرر أن يستمر العمل على الجزء الداخلي من السفينة، بما في ذلك تركيب سطح مُعفى من الرسوم الجمركية بمساحة 24 ألفًا و757 قدمًا مربعًا (2300 متر مربع).
*(القدم المربع= 0.0929 مترًا مربعًا)
وأكدت إنكات أن السطح المذكور سيكون أكبر منطقة تسوّق في العالم على متن سفينة.
وسيكتمل تركيب البطارية بصفة نهائية، وستُدمَج الكهرباء قبل أن تشرع السفينة في إجراء تجاربها البحرية في وقت لاحق من العام الحالي، في مياه نهر ديرونت بتاسمانيا.

دور أستراليا في ابتكارات الشحن البحري
حضر رئيس الوزراء في ولاية تاسمانيا جيريمي روكليف، مراسم إطلاق أكبر سفينة كهربائية في العالم، مشيدًا بالمشروع بوصفه رمزًا للابتكار، والريادة العالمية في تقنية الحياد الكربوني.
وقال روكليف: "السفينة هول 096 علامة قياسية عالمية جديدة للنقل البحري المستدام والنظيف، وستضع تاسمانيا رائدًا عالميًا في المساعي المبذولة لتحقيق الحياد الكربوني"، وفق تصريحاته إلى هيئة الإذاعة الأسترالية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "عبر العمل الجاد والتصميم والإبداع، نجحت إنكات في بناء سفينة كهربائية من حوض بناء السفن التابع لها في تاسمانيا".
وقال رئيس شركة إنكات بوب كليفورد -الذي يعمل في صناعة الشحن البحري منذ قرابة 70 عامًا- إن السفينة تُعد أهم إنجاز في تاريخ الشركة، مردفًا: "أعمل في صناعة الشحن البحري منذ قرابة 7 عقود، ولا يوجد أدنى شك أن هذه أهم لحظة في تاريخي".
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة إنكات ستيفن كاسي: "نحن لا نبني مجرد سفينة، بل نبني مستقبلًا، و(هول 096) أثبتت أن حلول النقل منخفض الكربون ليست ممكنة فحسب، بل جاهزة الآن كذلك"، مضيفًا: "هذا يوم فخر بالنسبة إلى ولاية تاسمانيا وبالنسبة إلى قطاع التصنيع الأسترالي بأكمله".
ويوضح الفيديو الآتي جوانب من تصميم ومواصفات سفينة "هول 096":
" title="YouTube video player" frameborder="0">
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..