في تطور سياسي لافت، حقق حزب العمال في أستراليا بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز فوزاً تاريخياً في الانتخابات العامة، ليصبح أول رئيس وزراء في البلاد يعاد انتخابه لولاية ثانية متتالية منذ أكثر من عقدين.
يأتي هذا الانتصار وسط تزايد المخاوف من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي باتت تؤثر بعمق على الاقتصاد العالمي والسياسات المحلية.
توسيع السيطرة البرلمانية:
أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية أن حزب العمال في أستراليا من المرجح أن يوسع أغلبيته في البرلمان من 77 إلى 86 مقعدًا على الأقل في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعدًا.
يأتي هذا التوسع رغم أن استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أشارت إلى صراع محتدم مع ائتلاف المعارضة المحافظ.
وقد تم فرز نحو 75% من الأصوات، على أن يستكمل الفرز النهائي خلال الأيام المقبلة.
تعهدات الحكومة الجديدة:
خلال ظهوره الإعلامي الأول عقب الفوز، أكد ألبانيز أن حكومته ستظل منضبطة ومنظمة، كما كانت خلال ولايتها الأولى، وقال من مقهى في دائرته الانتخابية بسيدني: "صوّت الشعب الأسترالي للوحدة لا للانقسام".
وأضاف ألبانيز أن أولويات الحكومة في الولاية الجديدة ستركز على تعزيز الاستقرار الاقتصادي ومواجهة التحديات الدولية.
الخطر القادم من الحرب التجارية:
من جانبه، أشار وزير الخزانة جيم تشالمرز إلى أن الحكومة ستضع في مقدمة أولوياتها التعامل مع الظلام الناجم عن الحرب التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، التي باتت تلقي بظلالها على الأسواق العالمية وتؤثر بشكل مباشر على المعاشات التقاعدية للأستراليين، إلى جانب تقويض الاستثمارات.
هزيمة المعارضة المحافظة:
في مشهد مشابه لما حدث في الانتخابات الكندية قبل أسبوع، تكبد حزب المعارضة المحافظ هزيمة قاسية، حيث فقد زعيمه بيتر داتون مقعده، ما يعكس تحولاً في المزاج الشعبي.
وتقول التحليلات إن اقتراحات المحافظين بتقليص القوى العاملة الفيدرالية وإجبار الموظفين على العودة الكاملة إلى المكاتب فُسرت بأنها خطوات غير شعبية، خصوصاً بين النساء، وأدت إلى تراجع التأييد لهم.
ترامب والتأثير غير المباشر:
جاءت الانتخابات في أستراليا بعد أسابيع فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة، ما أحدث هزة في الأسواق وأثار قلقاً متزايداً بين الأستراليين بشأن مستقبلهم الاقتصادي في ظل التبعات العالمية للقرارات الأميركية.
مع هذا الانتصار الكبير، بات حزب العمال في أستراليا أمام فرصة فريدة لترسيخ أجندته الداخلية ومكانة أستراليا الدولية، لكن التحديات الاقتصادية العالمية لا تزال حاضرة بقوة. فهل ينجح ألبانيز في قيادة البلاد وسط عواصف التجارة الدولية والتوترات الإقليمية؟
