علم أطفالك عدم إفشاء الأسرار تمثل ظاهرة إفشاء الأطفال لأسرار منازلهم تحدياً يواجه العديد من الآباء والأمهات حيث ينقل الصغار دون إدراك للعواقب تفاصيل حساسة تتعلق بالأوضاع المادية أو طبيعة العلاقات الأسرية إلى معلمين أو أصدقاء أو أقارب مما يضع الوالدين في مواقف محرجة وقد يدفعهم لردود فعل انفعالية غير تربوية.
علم أطفالك عدم إفشاء الأسرار
نظراً لأهمية ترسيخ مفهوم الخصوصية لدى الأطفال في سن مبكرة وتحديداً بين عمر ثلاث وثماني سنوات يصبح من الضروري فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك وكيفية التعامل معه بوعي وحكمة لضمان تنشئة سليمة تحترم حدود الأسرة.
تفسير نفسي لسلوك الأطفال
يوضح استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك مصطفى الزريقي أن ميل الأطفال في هذه المرحلة العمرية لإفشاء أسرار بيوتهم يعد أمراً طبيعياً يرتبط بنموهم النفسي وتطور مهاراتهم اللغوية والاجتماعية فالطفل مدفوع برغبة فطرية لمشاركة عالمه الداخلي ولا يمتلك بعد الوعي الكافي بمفاهيم السرية والخصوصية.
دوافع فطرية واجتماعية
حدد الزريقي تسعة أسباب رئيسية تقف خلف هذا السلوك منها سعي الطفل الفطري للفت الانتباه وجذب اهتمام الآخرين من خلال سرد معلومات يعتقد أنها مثيرة أو تقليده للكبار الذين يتحدثون بحرية عن تفاصيل حياتهم أمام الآخرين معتبراً ذلك جزءاً من التواصل الاجتماعي المقبول.
صعوبات الإدراك والتعبير
يضاف إلى ذلك عدم اكتمال قدرة الطفل على التمييز بين ما يمكن مشاركته وما يجب الاحتفاظ به وامتزاج الخيال بالواقع لديه أحياناً مما يجعله يروي أحداثاً مغلوطة كما قد يكون إفشاء الأسرار وسيلة للتعبير عن ضيق داخلي أو توتر ناتج عن صراعات يشهدها في المنزل.
الثقة وتأثيرات البيئة
شعور الطفل بالثقة والارتياح تجاه شخص معين قد يدفعه للكشف عن مكنونات صدره دون تفكير في العواقب كما أن البيئة المدرسية التي تشجع أحياناً على المشاركة غير المحدودة لتفاصيل اليوم قد تساهم في ذلك بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وغياب الرقابة الواعية.
