أخبار عاجلة

شحلان: الإسلام فتح لليهود أبواب المعارف.. وحضارات "حاصرت" العبريين

شحلان: الإسلام فتح لليهود أبواب المعارف.. وحضارات "حاصرت" العبريين
شحلان: الإسلام فتح لليهود أبواب المعارف.. وحضارات "حاصرت" العبريين

قال أحمد شحلان، عضو أكاديمية المملكة المغرية أستاذ اللغة العبرية والدراسات الشرقية بالرباط، إن “جل الحضارات التي عاش في ظلها اليهود، كحضارة بابل، واليونان، وروما، وعهود طويلة من النصرانية إلى تاريخ قريب، لم تمكنهم من المشاركة الفعلية في فعالية علومها وآدابها”، مبرزا أنها “وضعت حواجز اجتماعية وعقدية، أقامت جدرانًا بين المجموعات والطوائف اليهودية (…) فكان ذلك من طبيعة الشرائع التي بنت عليها تلك الأمم تراتيبها ومجتمعاتها”.

وأضاف شحلان في محاضرة افتتاحية لندوة “الترجمة والفكر والتاريخ: المغرب الوسيط والحديث من خلال النصوص العربية والعبرية والفارسية”، تنظمها الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، الاثنين، أن “الإسلام فتح لليهود أبواب المعارف كلها في مشرق الإسلام، وخاصة في غربه، بل ومكّنهم من المشاركة في الحكم والاتجار، ومتعهم باستقلالية فيما يخصهم معتقدا وشرعا، وفي أحوالهم الشخصية”.

وأشار الأكاديمي سالف الذكر إلى أن “أحبار اليهود وكبراءهم أنفسهم منعوا أتباعهم من المشاركة في معارف وآداب تلك الحضارات، باعتبار أنها وثنية كلها، بما في ذلك المسيحية ذات الأقانيم الثلاثة، في حين إنهم لم يفعلوا الشيء نفسه بالنسبة للإسلام”، فهو “دين وحدانية، أنزل الأوثان من فوق عرشها، فلم يتحرج اليهود من أخذ معارفه ومناهجه في البحث، والنظر، والجرأة على النقل والتمحيص، فصارت الثقافة العربية الإسلامية مكونًا من مكونات معارفهم، بل هي التي صنعت عصرهم الذهبي، وعلماؤهم يعترفون بذلك”.

وبخصوص حركة الترجمة من العربية إلى العبرية ودواعيها، أكد المتحدث أنه “لما ظهر الإسلام وفتح باب العلم لكل من استظلّه، مهما اختلفت معتقداتهم، وجد اليهود، رجال دين أو علماء أو أفراد، أنفسهم يملكون حق الخيار في تناول المعارف من مصادرها، دون أن يمنعهم مالكو هذه المعارف من ذلك، كما كان يحدث لهم في البلاد غير الإسلامية، وشعروا بأنهم طلقاء، حين وجدوا من جهة أخرى أنه لا وثنية في الإسلام، فأمّنوا على سلامة معتقدهم وجلاء الوحدانية”.

وأضاف الباحث البارز في الدراسات العبرية بالجامعة المغربية الذي يشتغل على معجم عربي-عبري فلسفي في العصر الوسيط: “وجد اليهود (…) الأسباب الداعية للنهل من المعارف الإسلامية والاستفادة من تراكمها، وهكذا بُنيت المعارف اليهودية على غرار المعارف الإسلامية، وتبعت خطوات المسار المعرفي الإسلامي في المشرق، وخاصة في غربه، في رحلة طويلة بدأت من الضفة السفلى، أي المغرب، حيث أصبحت المعارف اليهودية العبرية العلمية شائعة معروفة منذ الفترة الإدريسية”.

وتابع: “صار المغرب بعد عبور طارق بن زياد إلى الضفة العليا مصدرًا للثقافة العبرية في الأندلس، ثم تتالت الرسل والسفراء والطلاب والعلماء من فاس ومراكش ودرعة وسجلماسة وغيرها”. وكان بهذه “المناطق تركبية فريدة من الأجناس مختلفة ومنصهرة في مجلس العلم والتدبير والسوق واللغة”، فـ”هيّأت مناخا سياسيا جديدا لم يعرفه الحكم في الشرق من قبل، فأشركت الخلافة الإسلامية في الأندلس كل مكوناتها، وكافأت كل مساهمة، وأفسحت المجال لكل القدرات مهما كانت معتقداتها، ومنهم أعلام من اليهود”.

وشدد المتحدث على أن “كتب التراث العربي الإسلامية خصّتهم بكثير من القول، ووصفت اهتمامهم بمعارف عصرهم العربية الإسلامية التي نهلوا منها”، مشيرا إلى “نقلهم جل مؤلفات أعلام الفكر العربي الإسلامي من الحرف العربي إلى الحرف العبري، وما تُرجم إلى العبرية، مثل مؤلفات الكندي، والفارابي، وابن سينا، والغزالي، وابن باجة، وابن طفيل، وابن رشد، بالإضافة إلى مؤلفات علوم العدد والهندسة والفلك والطب والصيدلة والفلاحة والطبيعة، في صيغتها العربية المنقولة عن السريانية والإغريقية”.

وأورد أن اليهود اشتغلوا “في أبواب الأدب والبلاغة والنحو واللغة، حتى إذا تمكنوا من هذه العلوم، ألّفوا فيها هم أنفسهم، إما بالعربية بخط عبري، أو بلغة عبرية أقرب إلى العربية منها إلى أي شيء آخر، واستثمروها في كتاباتهم على اختلاف أنواعها، وبهذا وضعوا لهم في الأندلس أسس عصر ذهبي عبري لم يسبق له مثيل على مدى التاريخ، بدءًا من التأليف في رسائل اللغة والنحو والمعجم وعلم والتفسير ونظم الشعر والفلسفة، فعِلم المنطق، والطب، والصيدلة، والحساب، والهندسة، والفلاحة، وغيرها من العلوم”.

وواصل: “حدث بعد ذلك أن هاجرت مجموعة من يهود الأندلس إبان حكم الموحدين، بعد سنة 1492، متجهة إلى الجنوب نحو أرض المغَارب، أو إلى الشمال، كشمال إسبانيا وجنوب فرنسا، ثم في ما بعد إلى إيطاليا وصقلية”، وقال: “حملوا معهم الكثير مما تبقى بين أيديهم من مؤلفات علمية وفلسفية ودينية ولغوية، خصوصًا تلك التي هي عربية اللغة عبرية الحرف، أو مما هو من خاصية دينهم، أو من الإرث العربي الإسلامي، سواء المنتسب منه إلى الشرق أو إلى الغرب الإسلامي”.

وأضاف أنهم “وجدوا بين أيديهم معارف لا يعرفها أهلهم هناك، ولا يعرفها الغرب، فشرعوا في ترجمتها، أولًا تلبية لاحتياجات الطوائف الخاصة، ثم بعد ذلك استجابة لمطلب بعض المتنورين، كفريدريك الثاني، وبعض رجال الكنيسة، أملًا في نقلها بعد ذلك إلى اللاتينية”، موضحا أن “ترجمات النصوص العربية الإسلامية إلى اللغة العبرية شملت القرآن الكريم وترجمة المؤلفات العربية الإسلامية، والمؤلفات التي احتضنتها الثقافة العربية الإسلامية، والمؤلفات اليهودية التي حرّرها أعلام يهود بلغة عربية فصيحة أو قريبة من الفصحى، وهي متعددة الحقول، شملت علوم المعتقد، والتشريع، واللغة، والفكر، وغيرها مما يدخل في العلوم الإنسانية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الأهلي يستغل سقوط بيراميدز ويهزم حرس الحدود بخماسية ويشعل دوري Nile
التالى تراجع مفاجئ في أسعار الذهب اليوم السبت.. وعيار 21 يسجل هذا الرقم