الرئيس الفرنسي , في إطار زيارته الرسمية إلى مصر، والتي كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة تاريخية إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة في 29 يناير في عام 2019. هذه الزيارة كانت أول زيارة له للموقع بعد توليه منصب الرئيس الفرنسي، وكانت فرصة لإظهار عمق التعاون الثقافي والاقتصادي بين مصر وفرنسا، والذي يمتد لعدة عقود.
استقبال رسمي من الكنيسة المصرية لـ الرئيس الفرنسي
حظيت زيارة ماكرون إلى الكاتدرائية المرقسية باستقبال حافل من وفد كنسي رفيع المستوى، ترأسه الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. إلى جانبه، شارك الأنبا يوليوس أسقف الكنائس في مصر القديمة، والأنبا أكليمندس أسقف الكنائس في مناطق ألماظة وعزبة الهجانة وشرق مدينة نصر، بالإضافة إلى عدد من المسئولين المصريين الكبار. وظهر اللقاء بمثابة رمز لوحدة الشعب المصري بمختلف أطيافه، خاصة في ظل التحديات التي واجهها الأقباط في السنوات الأخيرة.
علاقة تاريخية بين مصر وفرنسا
في كلمته، أكد البابا تواضروس الثاني على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا، مشيرًا إلى أن مصر قد تركت بصمتها الثقافية في باريس، من خلال وجود مسلتها الشهيرة في ساحة الكونكورد. كما أشار إلى كتاب “وصف مصر” الذي قامت البعثات الف رنسية بنشره في القرن التاسع عشر، والذي وثق الحياة في مصر في تلك الحقبة. وذكر البابا أن التعاون الثقافي بين البلدين لا يقتصر على الماضي فحسب، بل يمتد إلى الحاضر والمستقبل، خاصة فيما يتعلق بإدراج مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر ضمن قائمة التراث العالمي للـ”يونسكو”، وهو مشروع كان لفرنسا دور بارز في دعمه.
زيارة تعكس احترام الرئيس الفرنسي لحقوق الأقباط
من جانبه، عبّر إيمانويل ماكرون عن احترامه العميق للكنيسة القبطية، مشيدًا بالدور المهم الذي تلعبه في المجتمع المصري. وأثنى ماكرون على الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في حماية الأقباط وضمان حقوقهم، مؤكدًا على أن هذه الزيارة تأتي تعبيرًا عن تقديره لما تمثله الكنيسة من قيم دينية وإنسانية. كما أشار إلى معاناة الأقباط في السنوات الأخيرة جراء الهجمات الإرهابية، مؤكدًا على أهمية التعددية الدينية في مصر والمنطقة ككل، باعتبارها أساسًا من أسس السلام والاستقرار.
رسالة قوية من البابا تواضروس
في ختام الزيارة، اعتبر البابا تواضروس أن زيارة ماكرون للكاتدرائية المرقسية تمثل رسالة قوية تُظهر المكانة الهامة التي تحتلها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المجتمع المصري. وأوضح أن الكنيسة، بجانب الأزهر الشريف، تمثل أحد الأعمدة الأساسية في الفكر والثقافة المصرية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر قيم التسامح والتعايش بين المصريين.
تعد زيارة ماكرون للكاتدرائية المرقسية نقطة تحول جديدة في تعزيز العلاقات بين مصر وفرنسا، وخصوصًا في مجالات التعاون الثقافي والديني، حيث أكدت الزيارة على أن الحوار بين الأديان والثقافات يمكن أن يكون جسرًا للوصول إلى مزيد من التعاون والسلام في المنطقة.
