حنان مطاوع تتألق في ”دورة الأساتذة” بالمهرجان ...

شهدت خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية، مساء الجمعة 9 مايو 2025، لحظة استثنائية بتكريم النجمة القديرة حنان كرم مطاوع، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من المهرجان العالمي للمسرح، والتي جاءت هذا العام تحت عنوان "دورة الأساتذة"، برعاية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، وبإشراف الدكتور أيمن الشيوي عميد المعهد.

جاء التكريم كتحية لمسيرة فنية ناضجة ومتفردة، استحقت بها حنان مطاوع أن تتصدر مشهد الاحتفاء وسط كوكبة من كبار صناع المسرح، خاصة وأنها تنتمي إلى بيت فني عريق؛ فهي ابنة المخرج المسرحي الكبير كرم مطاوع، والفنانة القديرة سهير المرشدي، ما جعل المسرح جزءًا أصيلًا من تكوينها الإنساني والإبداعي.

ورغم هذا الإرث الثقيل، اختارت حنان أن تبدأ رحلتها بخطوات واعية، رافضة الاتكاء على اسم العائلة، فصنعت لنفسها مسارًا مستقلاً تميّز بالتنوع والتطور. تدرّجت بين الأدوار الجادة والتجريبية، في المسرح والدراما والسينما، مؤكدة أن الموهبة والاجتهاد هما معيار الاستمرار الحقيقي.

على خشبة المسرح، قدمت أعمالًا تركت أثرًا عميقًا، من بينها "يا طالع الشجرة"، و"الطوق والأسورة"، و"روميو وجولييت" بنسخة مصرية خاصة، وجميعها جسدت شغفها بالتجريب وقدرتها على استحضار الرمزية الإنسانية في أدائها.

في التليفزيون، برعت في تقديم أدوار مركبة في أعمال مثل "دهشة"، و"لمس أكتاف"، و"وجوه"، بينما عكست في السينما جوانب إنسانية حادة ودافئة في آن، من خلال أفلام مثل "يوم وليلة"، و"قابل للكسر"، حيث نالت عن الأخير إشادات نقدية وجوائز.

حنان مطاوع ليست فقط ممثلة بارعة، بل هي أيضًا رمز للأصالة والتجديد، وداعمة فاعلة للمواهب الشابة، عبر مشاركتها في الورش المسرحية ومبادرات تمكين الجيل الجديد.

جاء تكريمها في المهرجان، ليس مجرد لحظة احتفال، بل كنوع من الاعتراف الرسمي بريادة فنانة عصرية تُجيد الإصغاء للتراث، وتحويله إلى إبداع نابض بالحياة، لتصبح إحدى أبرز نجمات جيلها وأكثرهن التزامًا.

دورة الأساتذة في مهرجان المسرح العالمي 2025 لم تكن فقط تحية لرواد مثل سعد أردش وجلال الشرقاوي وكرم مطاوع، بل كانت أيضًا جسرًا بين الماضي والحاضر، يتقدمه جيل جديد من المبدعين، تتقدمه حنان مطاوع بثبات وإلهام.