في تحول دراماتيكي للأحداث، أعلنت الهند وباكستان، اليوم السبت، عن اتفاق لوقف إطلاق النار الكامل والفوري، بعد أيام من التصعيد العسكري الخطير الذي كاد أن يشعل حرباً شاملة بين الجارتين النوويتين.
جاء هذا الإعلان عقب وساطة أمريكية مكثفة قادها الرئيس دونالد ترامب، الذي وصف الاتفاق بأنه نتيجة منطق سليم وذكاء كبير من قادة البلدين.
تصعيد غير مسبوق بين الهند وباكستان:
بدأت الأزمة بتفجير إرهابي في منطقة باهالجام بكشمير الهندية في 22 أبريل، أسفر عن مقتل 26 سائحاً، مما دفع الهند إلى تنفيذ عملية سيندور في 7 مايو، استهدفت بها تسع قواعد لجماعات مسلحة داخل باكستان، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 مسلح، وفقاً لوزارة الدفاع الهندية.
وردت باكستان بعملية "بنيان المرصوص"، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وتدمير منشآت حيوية.
جهود دبلوماسية مكثفة بين الهند وباكستان
أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار سيبدأ الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وأن القادة العسكريين من الجانبين سيجرون محادثات إضافية في 12 مايو.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، أن الاتفاق يشمل وقفاً كاملاً للعمليات العسكرية، وتفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد.
وأشار وزير الخارجية الباكستاني إلى أن نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة لتحقيق هذا التفاهم.
دور الوساطة الأمريكية:
لعبت الولايات المتحدة دوراً محورياً في التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث قاد الرئيس ترامب، إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس، محادثات مكثفة مع كبار المسؤولين في الهند وباكستان على مدار 48 ساعة.
وأشاد روبيو برئيسي الوزراء ناريندرا مودي وشهباز شريف على حكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام.
تداعيات الاتفاق:
أعلنت هيئة مطارات باكستان عن فتح المجال الجوي الباكستاني بالكامل لجميع الرحلات الجوية، في خطوة تشير إلى عودة الحياة إلى طبيعتها.
ورغم أن معاهدة مياه نهر السند بين البلدين لا تزال معلقة، إلا أن الاتفاق يعكس رغبة الطرفين في تجنب التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
يُعد هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو تخفيف التوتر بين الهند وباكستان، ويعكس أهمية الدبلوماسية والوساطة الدولية في حل النزاعات.
ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، ويتطلب الحفاظ على السلام التزاماً مستمراً من جميع الأطراف المعنية.
