لم يكن أشد المتشائمين بفريق ريال مدريد أو أشد المتفائلين بأرسنال يتوقع سقوط الزعيم التاريخي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بثلاثة أهداف دون رد في مباراة ذهاب الدور ربع النهائي من المسابقة والتي أقيمت على ملعب الإمارات، ليفشل "الميرينغي" في تسجيل الأهداف للمباراة الثانية على التوالي في المسابقة الأوروبية، وهو ما يحدث لأول مرة منذ العام 2009 تحت قيادة المدرب الإسباني خوان دي راموس في مباراتي دور الـ16 ضد ليفربول.
الريال الذي تكبد خسارة هي الأولى له في ذهاب الأدوار الاقصائية منذ 8 مباريات، بات على حافة هاوية الخروج من المسابقة وفقدان لقبه، ما لم يتمكن من تحقيق ريمونتادا (استثنائية) بالنظر إلى حجم الخسارة التي تكبدها في المباراة التي شهدت تسجيل العديد من الأرقام المثيرة.
هدفان من ركلتين حرتين
على الرغم من أن الإنجليزي ديكلان رايس قد جرب تسديد الركلات الثابتة 10 مرات في أكثر من 330 مباراة لعبها، إلا أن الأقدار شاءت أن يفتتح سجله من الأهداف بهذه الطريقة من خلال مباراة ريال مدريد وفي مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
وبات رايس أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل هدفين من ركلتين حرتين في الأدوار الإقصائية، وخامس لاعب في حقبة "الشامبيونزليغ" يفعلها بعد كل من البرازيلي ريفالدو (ضد ميلان 2000) والبرتغالي رونالدو (ضد زيوريخ 2009) والبرازيلي نيمار (ضد النجم الأحمر 2018) والمغربي حكيم زياش (ضد مان يونايتد 2023). وقد أكد أرسنال أنه ملك الكرات الثابتة بشكل عام هذا الموسم بعدما سجل 21 هدفاً في كل المسابقات.
64 هدفاً في مرمى الريال
رغم امتلاكه واحداً من أفضل حراس المرمى في العالم، وهو ما تجسد في تصديه لـ21 كرة من آخر 26 سُددت عليه بين الخشبات الثلاث، إلا أن مرمى ريال مدريد في الموسم الحالي تعرض لـ64 هدفاً في مختلف المسابقات، وهو ما يزيد بـ11 هدفاً عما تلقاه في كامل الموسم الفائت، وأقل بهدف من موسم 2022-2023، علماً أن الفريق الأبيض لا زال لديه 10 مباريات على الأقل حتى نهاية الموسم الحالي.
جرس الإنذار كان قد قرع مؤخراً؛ إذ إن الفريق تلقى 10 تسديدات على مرماه (على الأقل) في 14 من المباريات الـ17 الأخيرة، كما أنه فشل في المحافظة على نظافة شباكه في 8 مباريات متتالية قبل مواجهة أرسنال.
أكبر وأصغر
شهدت المباراة مشاركة الكرواتي لوكا مودريتش أساسياً مع فريقه ريال مدريد بسبب غياب الفرنسي تشواميني (لتراكم الإنذارات) ليصبح ثالث أكبر لاعب في التاريخ يبدأ مباراة في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري الأبطال (39 عاماً و211 يوماً) بعد كل من الويلزي رايان غيغز (40 عاماً و123 يوماً) ضد بايرن ميونخ عام 2011، والإيطالي أليساندرو كوستاكورتا (39 عاماً و339 يوماً) ضد ليون عام 2006.
اقرأ المزيد
بالمقابل أصبح مايلز لويس سكيلي ثاني أصغر لاعب إنجليزي يبدأ مباراة في الدور ربع النهائي للمسابقة (18 عاماً و194 يوماً) بعد مواطنه ولاعب ريال مدريد الحالي جود بيلينغهام الذي شارك بقميص بوروسيا دورتموند عام 2021 في المباراة ضد لاتسيو عن عمر (17 عاماً و281 يوماً).
أقسى هزائم ريال مدريد الأوروبية
في حقبة "الشامبيونزليغ" لم يعرف الريال طعم الهزيمة بفارق أكثر من ثلاثة أهداف سوى مرتين، كانت الأولى أمام ليفربول عام 2009 برباعية نظيفة في ملعب أنفيلد رود، والثانية أمام مانشستر سيتي بالنتيجة ذاتها في العام 2023 على ملعب الاتحاد، في حين أنه خسر بفارق 3 أهداف 6 مرات قبل مباراة الأمس، منها 3 مرات بنتيجة (4-1) أمام بايرن ميونخ (2000) وبوروسيا دورتموند عام 2013 وأياكس أمستردام عام (2019)، في حين أنه خسر بثلاثية نظيفة 4 مرات أمام كل من باير ليفركوزن (2004) وليون (2005) وسيسكا موسكو (2018) وباريس سان جيرمان (2019).
في حين تبقى الخسارة 0-5 أمام ميلان الإيطالي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال (بنسخته القديمة) عام 1989 هي الأقسى في تاريخ مشاركات الفريق الملكي في المسابقة، وهي النتيجة ذاتها التي خسر بها أمام كايزر سلاوترن في إياب ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982.
