في خطوة تصعيدية جديدة في النزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية عن فرض رسوماً جمركية على المنتجات الأمريكية بنسبة 25% اعتباراً من الثلاثاء المقبل.
هذا القرار يأتي في وقت حرج وسط استمرار الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين، وتزايد الضغوط من داخل الولايات المتحدة نفسها لتعديل سياسات الرئيس ترامب الاقتصادية.
المفوضية الأوروبية أوضحت أنه في حال توصل الطرفين إلى اتفاق عادل ومتوازن، يمكن تعليق الرسوم الجمركية، لكن المحادثات مع الولايات المتحدة لم تسجل تقدماً ملموساً حتى الآن.
رسوم جديدة ضد الولايات المتحدة
المفوضية الأوروبية أكدت أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على مجموعة من المنتجات الأمريكية بدءاً من الثلاثاء المقبل، في رد مباشر على الإجراءات التجارية التي اتخذتها إدارة ترامب ضد الاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية إن هذه الرسوم ستطال العديد من القطاعات، بما في ذلك الطائرات والسيارات وبعض المنتجات الزراعية. ورغم ذلك، أوضحت أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن مع واشنطن، فسيتم تعليق هذه الرسوم.
محادثات متعثرة مع واشنطن
في تصريحات متلفزة، أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن المحادثات مع الولايات المتحدة لم تحرز حتى الآن سوى تقدم طفيف.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى معالجة النزاع التجاري الذي أثارته إدارة ترامب، إلا أن التقدم في هذه المفاوضات لا يزال بطيئاً، مما يزيد من حالة عدم اليقين في العلاقات التجارية بين الجانبين.
التوترات الأمريكية الصينية
على صعيد آخر، استمرت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في التصاعد.
وزير الخزانة الأمريكي، في تصريحات له، قال إن الصين "لا ترغب في التفاوض" بسبب "مخالفاتها الكبيرة للنظام التجاري الدولي".
وأكد أن الاقتصاد الصيني هو "الأكثر اختلالًا في تاريخ العالم الحديث"، موجهًا انتقادات حادة للسياسات الاقتصادية الصينية. هذه التصريحات تزيد من تعقيد الأوضاع في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
الاحتجاجات في الكونجرس الأمريكي ضد الرسوم الجمركية
من جهة أخرى، شهدت الساحة السياسية الأمريكية خلافات بشأن فرض الرسوم الجمركية، حيث قدم أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين مشروع قانون يهدف إلى إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
السيناتور الجمهوري راند بول اعتبر أن فرض الرسوم الجمركية يجب أن يكون من اختصاص الكونجرس وليس من صلاحيات الرئيس، مؤكداً أن سياسة الرسوم لا يجب أن تكون في يد شخص واحد، في إشارة إلى ما وصفه بـ"إساءة استخدام صلاحيات الطوارئ" من قبل الرئيس ترامب.
الركود الاقتصادي المتوقع
وفي سياق متصل، حذر الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورجان" من أن الركود الاقتصادي أصبح "متوقعًا" في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق المالية.
في الوقت ذاته، أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن تقلبات الدخل الثابت الأمريكي وصلت إلى أعلى مستوى لها في 18 شهرًا، مما يعكس حالة من القلق في الأسواق العالمية بشأن التوقعات الاقتصادية المقبلة.
مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة، وتفاقم الخلافات مع الصين من جهة أخرى، يبدو أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات غير مسبوقة. في هذه الأجواء المشحونة، تظل الأسواق المالية والمستثمرون في حالة ترقب لتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي قد تحدد مسار النمو العالمي في المستقبل القريب