ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن قنابل MK-48 التي تزن الواحدة منها 2000 رطل من المتفجرات، قد تؤدي إلى تدمير رفح بالكامل وبنيتها التحتية أيضًا، هذه الصواريخ تعد من أكثر الذخائر الجوية تدميرًا، وهي واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأمريكي وتسمى "القنابل الغبية"، ويصل قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل، وتعرف باسم القنابل الغبية.
وأمرت سلطات الاحتلال جميع سكان رفح بالإخلاء ثم شرعت بتدمير المدينة بعيدًا من رصد وسائل الإعلام، ومنذ بداية الحرب وصل إلى مستودعات جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 76 ألف طن من الذخائر عبر 687 رحلة جوية و129 رحلة بحرية.
وتسببت قنابل MK-84 التي سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقلها إلى إسرائيل باهتزازات ضخمة أشبه بالزلازل في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ومسحت المنطقة بالكامل وحولتها إلى كومة أنقاض متناثرة.
وعلى غفلة، أسقطت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قنبلة على رفح أفزع صوتها ماهر الذي قفز من مكانه خوفًا، ظنًا منه أن الانفجار إلى جانبه، وعلى رغم أن الرجل الذي كان يعيش في أقصى جنوب غزة نزح من مدينة رفح وهرب من الموت إلى مواصي خان يونس، فإنه شعر بالانفجار قريبًا جدًا.
زلزال
ويقول أحد سكان القطاع الفلسطيني المنكوب وهو ينظر إلى السماء يراقب تصاعد أعمدة الدخان ويراها بوضوح على رغم بعد المسافة "شعرت باهتزازات ضخمة في الأرض، للوهلة الأولى ظننت أن زلزالًا كبيرًا ضرب المنطقة لكن سرعان ما علمت أنها نتيجة صواريخ مدمرة".
وكان يشاهد تصاعد ألسنة الدخان ويعتقد أن الغارة الأخيرة استهدفت مكانًا وسط مدينة رفح الخالية تمامًا من السكان، ويضيف "شعرت بأن الأرض تنشق وتبتلع منطقة المواصي. من الواضح أن إسرائيل تستخدم قنابل ومتفجرات تختلف عن الذخائر التي استخدمتها في بداية الحرب".
ويتذكر "على الغالب هذه صواريخ ترمب، إنها قنابل تتسبب بانفجارات تشبه الكوارث الطبيعية، وأثرها في الأرض لا تصفه كلمات إذ تعمل على محو المدينة وجعلها ركامًا متناثرًا".
قصة قنابل MK-84
للقنابل المرعبة المدمرة التي تستخدمها إسرائيل في قصف مدينة رفح وتتسبب بانفجارات مدوية ضخمة واهتزازات أرضية، قصة طويلة بدأت خلال أبريل 2024، عندما كشفت إسرائيل عن نيتها اجتياح مدينة رفح التي كانت تضم نحو 1.7 مليون نازح، ومصنفة منطقة إنسانية حشرت فيها تل أبيب جميع سكان القطاع.
ومعظم دول العالم عارضت إعلان إسرائيل اجتياح رفح وعدت الولايات المتحدة أن هذه الخطوة قد تنجم عنها كوارث إنسانية فظيعة، ولكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يأخذ بنصيحة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وتوغل في المدينة.
وبسرعة قرر الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حينها حظر بيع إسرائيل قانبل MK-84 التي تزن 2000 رطل، بسبب المخاوف من التأثير الذي قد تحدثه في رفح خلال القتال العسكري، وتسبب ذلك الحظر في واحدة من أكبر الأزمات التي واجهتها العلاقات الأميركية - الإسرائيلية خلال الحرب.
وتحول قرار منع إسرائيل من امتلاكها تلك القنابل إلى رمز سياسي أكثر من كونه قضية عسكرية، واستغله نتنياهو خلال أوقات مختلفة، ولكن عندما تولى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حكم الولايات المتحدة، رفع ذلك الحظر.
وبقرار كتبه ترمب على منصة "تروث سوشيال" قال: "أفرجنا عن الأسلحة المحظورة على إسرائيل وسيحصلون عليها، لقد دفعوا ثمنها ولن يتأخر تسليمها، كثير من الأشياء التي طلبتها إسرائيل مقابل ثمنها ولم نرسلها إليها، اليوم هي في طريقها إلى هناك".
كان هذا القرار المفرح لنتنياهو كارثيًا على سكان غزة، إذ زودت الولايات المتحدة إسرائيل بنحو 1800 قنبلة من طراز MK-84، وقال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس "أعادت الإدارة الأميركية تزويد إسرائيل بالصواريخ الحربية الثقيلة".
وأضاف "منذ بداية الحرب وصلت إلى مستودعات الجيش من واشنطن أكثر من 76 ألف طن من الذخائر، عبر 687 رحلة جوية و129 رحلة بحرية. سنستخدم القنابل الجديدة للقضاء على قدرات "حماس" وتدمير بنيتها العسكرية وبخاصة في رفح، منطقة الأنفاق والتهريب".
القصف الأعنف
ومن أعلى بناية شاهقة وقفت فلسطينية أخرى تلتقط صورًا لانهيار المباني السكنية داخل رفح، وبينما كانت تفعل ذلك قصف الجيش هدفًا في المدينة. وتقول "شعرت بأن العمارة التي أقف عليها تهتز وكادت تسقط من ضخامة القنابل التي يستخدمها الجيش، كأن زلزالًا ضرب المنطقة".
وتضيف: "شاهدت على التلفزيون كوارث طبيعية وزلازل وما يحدث في رفح مثلها تمامًا، تكاد الأرض تنشق من قوة الانفجارات. أصوات الانفجارات وتدمير المباني السكنية تشعرك بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على تفجير المدينة دفعة واحدة، والقصف لا يهدأ وهو الأعنف منذ بداية الحرب".
أمرت إسرائيل جميع سكان رفح بالإخلاء وأفرغت المدينة بالكامل من الناس، وأحكمت سيطرتها على الأرض ثم شرعت في تدمير المدينة بعيدًا من رصد وسائل الإعلام.
"صواريخ ترامب"
في غزة يطلق السكان على القنابل الإسرائيلية التي تقذفها الطائرات الحربية على رفح مصطلح "صواريخ ترامب"، ويقول أحدهم "لم تعد المناطق الملاصقة لرفح وحدها تسمع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات التدمير الكبير، وأصبح دوي الانفجارات يسمع من مدينة خان يونس ومحافظة دير البلح".
سألت صحيفة الإندبندنت الباحث العسكري ماجد السلايمة عن تلك القنابل، وقال "التفجيرات الاهتزازية في رفح هدفها تدمير المنازل والأنفاق. وهذه أسلحة ارتجاجية مخصصة للأنفاق والتحصينات التي يجري إنشاؤها في الجبال وتحت الأرض، وهو ما يضمن نجاح العملية العسكرية بصورة كاملة".
ويضيف “هذه قنابل MK-48 التي تزن القنبلة منها 2000 رطل من المتفجرات قد تؤدي إلى تدمير رفح بالكامل وبنيتها التحتية أيضًا، وهذه الصواريخ تعد من أكثر الذخائر الجوية تدميرًا، وهي واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأميركي وتسمى ’القنابل الغبية‘، ويصل قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل”.