أخبار عاجلة
سعر السكر بعد ساعات من قرار الحكومة الأخير -

"نبوءة الباباوات".. مخطوطة عمرها 900 عام تُحدد اسم خليفة البابا فرنسيس

"نبوءة الباباوات".. مخطوطة عمرها 900 عام تُحدد اسم خليفة البابا فرنسيس
"نبوءة الباباوات".. مخطوطة عمرها 900 عام تُحدد اسم خليفة البابا فرنسيس

أثارت وفاة البابا فرانسيس يوم الإثنين، 21 أبريل 2025، إثر سكتة دماغية أدت إلى غيبوبة وانهيار قلبي وعائي تام، كما أعلن الفاتيكان، اهتمامًا عالميًا واسعًا بمخطوطة قديمة تُعرف بـ"نبوءة الباباوات"، وفقًا لصحيفة سكتلاند هيرالد.

وقالت الصحيفة إن هذه المخطوطة، التي تُنسب كتابتها إلى القديس مالاشي، أسقف أيرلندي من القرن الثاني عشر، تتكون من 112 عبارة لاتينية غامضة يُعتقد أنها تصف سلسلة الباباوات منذ البابا سيلستين الثاني عام 1143 حتى البابا الأخير، المشار إليه بـ"بطرس الروماني". 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست أمس الاثنين، 21 أبريل 2025، يُعتقد أن هذه النبوءة ذكرت اسم خليفة البابا فرانسيس، مما أثار جدلًا حول مصداقيتها وتداعياتها، خاصة مع وجود ثلاثة مرشحين يحملون اسم بطرس من بين تسعة مرشحين بارزين لخلافته، وفقًا لرويترز.

السياق التاريخي: أصول نبوءة القديس مالاشي

وتُنسب "نبوءة الباباوات" إلى القديس مالاشي (1094-1148)، أسقف أرماغ الأيرلندي، الذي يُزعم أنه سجل هذه التنبؤات خلال زيارته لروما عام 1139 لمقابلة البابا إنوسنت الثاني. وفقًا لتقرير صحيفة دايلي مييل البريطانية، وظلت النبوءة مجهولة حتى اكتُشفت في أرشيف الفاتيكان عام 1590 بواسطة الراهب البندكتي أرنولد ويون، ونُشرت لاحقًا في كتاب Lignum Vitae عام 1595.

تتضمن النبوءة 112 عبارة لاتينية قصيرة، يُعتقد أن كل منها تصف بابا معينًا من خلال صفات رمزية تتعلق بمكان ولادته، اسمه، شعار عائلته، أو أحداث عصره. العبارة الأخيرة، التي تشير إلى "بطرس الروماني"، تصف بابا أخيرًا سيقود الكنيسة الكاثوليكية خلال "اضطهاد نهائي"، يتبعه دمار روما، المشار إليها بـ"المدينة ذات التلال السبعة"، والقضاء الإلهي، وهو ما يُفسر غالبًا على أنه نهاية العالم.

ومع ذلك، أثارت النبوءة جدلًا كبيرًا حول أصالتها. ويشير موثع يوكاثوليك إلى أن المؤرخين يعتبرون النص مزيفًا من القرن السادس عشر، ربما أُنشئ لأغراض سياسية، خاصة أن التنبؤات دقيقة بشكل ملحوظ حتى عام 1590، لكنها تصبح غامضة وأقل دقة بعد ذلك. 

يدعم هذا الرأي تقرير دايلي ميل الذي يشير إلى أن الراهب الإسباني بينيتو جيرونيمو فيخو، في القرن الثامن عشر، أشار إلى أن دقة النبوءة قبل 1590 وغموضها بعده يشيران إلى كتابتها في تلك الفترة. كما أن غياب أي إشارة إلى النبوءة في سيرة مالاشي المعاصرة، التي كتبها القديس برنارد من كليرفو، يعزز الشكوك حول أصالتها.

ارتباط النبوءة بالبابا فرانسيس

أدت وفاة البابا فرانسيس، الذي ظهر لآخر مرة علنًا في قداس عيد الفصح يوم الأحد، 20 أبريل 2025، إلى إحياء النقاش حول "نبوءة الباباوات". يُعتبر فرانسيس، واسمه خورخي ماريو بيرغوغليو، البابا رقم 266 في سلسلة خلفاء القديس بطرس، ويربطه البعض بـ"بطرس الروماني" بسبب أصوله الإيطالية، حيث وُلد لمهاجرين إيطاليين في الأرجنتين، واسمه الأوسط "بيترو" (بطرس بالإيطالية)، كما أشار نيويورك بوست. 

كما أن اختياره لاسم فرانسيس، تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي (الذي كان والده يُدعى بيترو)، يعزز هذا الارتباط. النص الأخير في النبوءة، كما نقلت نيويورك بوست، ينص على: "في الاضطهاد النهائي للكنيسة الرومانية المقدسة، سيتولى بطرس الروماني، الذي سيرعى رعيته وسط العديد من الشدائد، وبعد ذلك ستُدمر المدينة ذات التلال السبعة، وسيقضي القاضي الرهيب على الناس. النهاية."

ومع ذلك، يوضح موقع يوكاثوليك أن ارتباط فرانسيس بـ"بطرس الروماني" ليس مباشرًا. فالنبوءة لا تُسميه صراحة، وقد يكون هناك باباوات آخرون قبل تحقق النهاية المزعومة. علاوة على ذلك، فإن التفسيرات التي تربط فرانسيس بالنبوءة تعتمد على ارتباطات رمزية، مثل اسم القديس فرنسيس الأسيزي، بدلًا من دليل حرفي. يُضاف إلى ذلك أن بعض المؤمنين، كما ذكر Daily Mail، حاولوا ربط فرانسيس بالنبوءة بناءً على صحته المتدهورة قبل وفاته، حيث عانى من التهاب رئوي مزدوج ومشكلات تنفسية في فبراير 2025، مما أثار تكهنات بأن عهده قد يكون نهاية الخط الزمني للنبوءة.

توقعات خليفة البابا فرانسيس

مع بدء الكرادلة عملية اختيار البابا الجديد في المجمع الانتخابي (الكونكلاف)، التي ستُعقد في غضون 15 إلى 20 يومًا من وفاة فرانسيس، وفقًا لـ نيويورك بوست، تُسلط النبوءة الضوء على أن الخليفة قد يكون "بطرس الروماني". وتشير المصادر إلى أن من بين التسعة المرشحين البارزين لخلافة فرانسيس، ثلاثة يحملون اسم بطرس، مما أثار تكهنات كبيرة بين المؤمنين. يتطلب الكونكلاف تصويت 120 كاردينالًا دون سن الثمانين، مع إجراء أربع جولات تصويت يوميًا حتى يتم اختيار البابا الجديد بأغلبية الثلثين. إذا لم يُحسم الاختيار بعد 30 جولة، يتم تقليص المرشحين إلى اثنين فقط، كما أوضح نيويورك بوست.

ومع ذلك، لا تُحدد النبوءة اسمًا معينًا للخليفة، بل تقدم وصفًا رمزيًا مفتوحًا للتفسير. على سبيل المثال، قد يُشير مصطلح "الروماني" إلى بابا من أصل إيطالي أو له ارتباط وثيق بروما. ويُشير تقرير دايلي ميل إلى أن ميشيل دي نوسترادام، العراف الفرنسي من القرن السادس عشر المعروف باسم نوستراداموس، تنبأ أيضًا بأن "بطرس الروماني" سيكون الخليفة، مضيفًا أن البابا الجديد قد يكون "شابًا ذا بشرة داكنة"، مما يثير تكهنات حول مرشح من إفريقيا أو آسيا. في المقابل، يُظهر منشور على منصة X بتاريخ 21 أبريل 2025، أن البعض يعتبر فرانسيس نفسه "بطرس الروماني"، مما يعني أن خليفته قد لا يحمل هذا اللقب، بل سيشكل بداية فصل جديد في تاريخ الكنيسة.

الجدل حول مصداقية النبوءة

تُثير "نبوءة الباباوات" انقسامًا بين المؤمنين والمتشككين. يُجادل المؤيدون، كما ذكرت صحيفة هسكوتلند هيرالد، بأن دقة بعض التنبؤات، مثل وصف البابا يوحنا بولس الثاني بـ"كسوف الشمس" (De labore Solis) لأنه وُلد خلال كسوف شمسي، أو وصف البابا بنديكتوس السادس عشر بـ"مجد الزيتون" (Gloria Olivae) بسبب ارتباطه بالبندكتيين المعروفين بالأوليفيين، تدعم صحة النبوءة.

ومع ذلك، يُحذر تقرير نيويورك بوست من أن التنبؤات تصبح "غامضة بشكل ملحوظ" بعد عام 1590، مما يشير إلى أن النص ربما أُعدل لدعم مرشحين مثل الكاردينال جيرولامو سيمونشيلي في كونكلاف 1590، حيث كان وصفه "من المدينة القديمة" يناسب مسقط رأسه أورفيتو.

من ناحية أخرى، يرى المتشككون أن النبوءة قد تكون مزيفة استنادًا إلى تطابقها مع كتاب تاريخ الباباوات لأونوفريو بانفينيو عام 1557، مما يشير إلى أنها ربما استُخدمت كأداة سياسية. كما أن الكتاب المقدس، في إنجيل متى 24:36، يحذر من التنبؤ بتاريخ الدينونة، مما يدعم موقف الكنيسة الكاثوليكية التي لا تعترف رسميًا بالنبوءة، وبدوره، فإن هذا الغموض يجعل النبوءة عرضة لتفسيرات متعددة، مما يعزز الجدل حول مدى مصداقيتها.

التداعيات الثقافية والدينية

أثارت وفاة البابا فرانسيس، الذي قاد الكنيسة لمدة 12 عامًا بتواضع وتركيز على الفقراء، وإعادة إحياء نقاش "نبوءة الباباوات"، اهتمامًا كبيرًا عالميًا. وفقًا لـ نيويورك بوست، أدت الاحتفالات التذكارية في أماكن مثل ديلي في تيمور الشرقية إلى تجديد الفضول حول النبوءة، حيث يربط البعض وفاة فرانسيس بالتنبؤات الكارثية. 

النبوءة تتجاوز التنبؤ بالباباوات، حيث يربطها البعض بنبوءات كتابية مثل سفر الرؤيا، مما يضفي عليها طابعًا نهاية العالم. على سبيل المثال، أشارت دايلي ميل إلى أن الأزمات العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، التوترات بين الولايات المتحدة والصين، واضطرابات الشرق الأوسط، تغذي التكهنات بأن العالم يقترب من نهاية العصر.

من الناحية الدينية، قد تؤثر النبوءة على اختيار البابا الجديد، حيث يسعى الكرادلة إلى قائد يعزز استقرار الكنيسة وسط هذه التكهنات. ثقافيًا، تُظهر النبوءة قوة النصوص القديمة في تشكيل الخطاب العام، حتى في عصر التكنولوجيا. 

منشورات على منصة X، مثل تلك التي تتساءل عما إذا كان "بطرس الروماني" سيظهر قريبًا، تعكس الفضول العام والانقسام حول الموضوع. كما أن ارتباط النبوءة بتوقعات نوستراداموس، التي تشير إلى ضعف الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة بابا "عجوز جدًا"، يعزز من جاذبيتها الثقافية.

وتظل "نبوءة الباباوات"، المخطوطة التي يبلغ عمرها 900 عام والمنسوبة إلى القديس مالاشي، موضوعًا مثيرًا للجدل والتكهنات، خاصة بعد وفاة البابا فرانسيس في 21 أبريل 2025. 

على الرغم من ارتباط فرانسيس بـ"بطرس الروماني" من خلال أصوله الإيطالية واسم القديس فرنسيس الأسيزي، فإن وجود ثلاثة مرشحين يحملون اسم بطرس بين المرشحين لخلافته، كما أشار نيويورك بوست، يُعزز التكهنات بأن الخليفة قد يكون البابا الأخير. 

وأبرزت المصادر الصحفية، مثل نيويورك بوست الغموض المحيط بالنبوءة والانقسام حول أصالتها، حيث يرى البعض أنها تنبؤ دقيق بينما يعتبرها آخرون تزييفًا سياسيًا. مع بدء الكنيسة الكاثوليكية عملية اختيار البابا الجديد، ستظل النبوءة محطأ اهتمام، سواء كرمز ديني أو ظاهرة ثقافية، تذكر بقوة التاريخ والرمزية في تشكيل تصورات الكاثوليك للمستقبل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كسر عتبة الـ3500 دولار.. أسعار الذهب تسجل مستوي قياسي تاريخي غير مسبوق
التالى رئيس الوزراء يتابع مستجدات "رأس الحكمة": طفرة سياحية وشراكة مصرية إماراتية راسخة