أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أهمية استلهام سيرة الإمام جلال الدين السيوطي كرمز للعطاء الفكري والديني، مشيرًا إلى أن تأليفه لما يزيد على 1100 كتاب يُعدّ إنجازًا استثنائيًا يعكس تفانيه في خدمة العلم والدين.
برنامج تدريبي شامل لتأهيل الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا
وفي إطار حرص الدولة على تطوير المنظومة الدعوية، وجّه الرئيس السيسي وزارة الأوقاف بوضع برنامج تدريبي شامل لتأهيل الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الأكاديمية العسكرية المصرية.
الهدف من هذه المبادرة هو تعزيز قدرات الدعاة على التواصل الفعال مع المجتمع
جاء ذلك خلال حضور الرئيس حفل تخرج الدفعة الثانية من برنامج إعداد الأئمة، حيث شدّد على أن الهدف من هذه المبادرة هو تعزيز قدرات الدعاة على التواصل الفعال مع المجتمع، وتمكينهم من نقل الرسائل الدينية بوعي وفهم عميق للتحديات المعاصرة، مما يجعلهم سفراء للفكر المستنير والاعتدال.
وأكد السيسي أن التعاون القائم مع الأكاديمية العسكرية أثمر عن تخريج كفاءات دعوية تجمع بين المعرفة الدينية والفهم الواقعي لقضايا المجتمع، وتحمل في طياتها ولاءً للوطن ورؤية عصرية قائمة على الثوابت الدينية والهوية الوطنية.
الدعاة المستنيرون هم حجر الأساس لتجديد الخطاب الديني
وفي سياق متصل، شدّد الرئيس السيسي على أن تطوير الخطاب الديني لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دعاة يتمتعون ببصيرة نافذة، وثقافة واسعة، وقدرة على ملامسة واقع الناس ومعالجة قضاياهم اليومية بشكل عقلاني ومسؤول.
وأشار خلال كلمته في الحفل ذاته إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب خطابًا دينيًا يجمع بين وضوح الرؤية وقوة التأثير، ويعكس إدراكًا حقيقيًا لما تمر به المجتمعات من تحديات فكرية وسلوكية.
وأكد أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بإعداد جيل جديد من الأئمة المزودين بالعلم الرصين والوعي الوطني، ليكونوا في طليعة من يتصدون للأفكار المتطرفة، ويقودون المجتمع نحو الاعتدال والاتزان الفكري.
بناء الإنسان جوهر المشروع الوطني.. والدين أحد ركائزه الأساسية
وخلال مشاركته في حفل التخرج المقام بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، أشار الرئيس السيسي إلى أن ما نشهده اليوم يبرهن على استمرار الدولة المصرية في تنفيذ مشروعها الطموح لبناء الإنسان المصري على نحو متكامل، يُعلي من شأن العقل ويصون الوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للتقدم في إطار من الانتماء والاعتدال والرشد.
وفي ختام كلمته، توجّه السيسي بالتحية والتقدير لكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع، من وزارة الأوقاف، والأكاديمية العسكرية، وسائر المؤسسات الوطنية، مؤكدًا أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الوطن، وأن بناء الأئمة الواعيين هو الخط الأمامي في معركة الوعي.
وجدد الرئيس عبدالفتاح، التعازي لوفاة بابا الفاتيكان مؤكدا أن الإنسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.
