تراجعت قازاخستان عن تلميحها بالانسحاب من تحالف أوبك+، وسط الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها البلاد من أجل خفض إنتاجها النفطي، بهدف الامتثال الكامل لحصتها الإنتاجية المُتفق عليها.
ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكد وزير الطاقة القازاخستاني المُعين حديثًا، إرلان أكينزينوف، أن بلاده تفي بالتزاماتها في إطار أوبك+، وتُجري حوارًا مستمرًا مع التحالف لإيجاد "حلول مقبولة من الطرفين" لإدارة إنتاجها النفطي.
وأضاف: "مشاركتنا في أوبك+ أداة مهمة لضمان الاستقرار العالمي.. قازاخستان ستتابع مصالحها الوطنية مع مراعاة التزاماتها الدولية"، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
كان الوزير أكينزينوف قد صرّح، منذ ساعات قليلة في حواره مع وكالة رويترز، بأن قازاخستان ستُعطي الأولوية للمصالح الوطنية على مصالح تحالف أوبك+ عند تحديد مستويات إنتاج النفط.
وشدّد الوزير -في حواره- على أن قازاخستان لم تتمكن من خفض إنتاج النفط في مشروعاتها الـ3 الكبرى نظرًا إلى سيطرة شركات أجنبية كبرى عليها، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال أكينزينوف: "التصرف وفقًا للمصالح الوطنية.. هذه صياغة عامة، لكنها تُغطي تمامًا الوضع الحالي بأكمله.. التصرف وفقًا للمصالح الوطنية فقط.. نحن بصدد زيادة الإنتاج في حقل تنغيز، وسندعم ذلك بكل السبل الممكنة".
إنتاج النفط في قازاخستان
على صعيد إنتاج النفط في قازاخستان، فقد أعلنت الدولة انخفاضًا بنسبة 3% في الأسبوعَيْن الأولين من أبريل/نيسان مقارنةً بمتوسط إنتاجها في مارس/آذار، إلا أنها تجاوزت مع ذلك حصة أوبك+ بعد أن انتهت شركة شيفرون الأميركية من توسعة كبيرة في حقل تنغيز النفطي.
"كاشاغان" و"كاراتشاغاناك"، هما مشروعان كبيران آخران في البلاد، تُشغّلهما أيضًا شركات نفط غربية كبرى؛ ووفقًا للوزير، تُمثل المشروعات الـ3 نحو 70% من النفط المُنتج في قازاخستان.
وتعهدت قازاخستان -وهي واحدة من أكبر 10 منتجين للنفط في العالم إذ تضخ نحو 2% من النفط العالمي- بتعويض فائض الإنتاج عن طريق خفض إنتاج النفط حتى يونيو/حزيران 2026.

وصرح وزير الطاقة إرلان أكينزينوف، بأنه في حين ستجري حكومته محادثات مع الشركات الغربية الكبرى لتحسين امتثالها لحصص أوبك+، إلا أنها لا تملك نفوذًا كبيرًا عليها.
وقال أكينزينوف، في حواره مع وكالة رويترز الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "لا نستطيع.. لا نتحكم في هذه العمليات هناك، لأن شركاءنا الدوليين هم من يتخذون القرارات".
وتابع: "زيادة الإنتاج تأتي فقط من الحقول الجديدة.. إذا بدأنا إغلاق الحقول القديمة، فسيكون ذلك بمثابة ضربة موجعة"، مشددًا على أن بلاده تُخاطر بفقدان حقول النفط القديمة بالكامل إذا بدأت خفض الإنتاج هناك.
انسحاب قازاخستان من أوبك+
لم يُعلن وزير الطاقة إرلان أكينزينوف انسحاب قازاخستان من أوبك+، لكنه أكد مجددًا ضرورة مراعاة المخاوف الوطنية.
وقال أكينزينوف: "سنحاول تعديل إجراءاتنا.. إذا لم يكن شركاؤنا راضين عن تعديل إجراءاتنا، فسنتصرف وفقًا للمصالح الوطنية مع كل العواقب المترتبة على ذلك".
وتعليقًا على تصريحات وزير الطاقة القازاخستاني، قال محلل السلع لدى بنك الاستثمار السويسري جيوفاني ستانوفو، إن التماسك يُكلل بالنجاح إذا التزم الجميع باتفاق أوبك+.
وأضاف جيوفاني، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أن الانتفاع غير المشروع من جهود الآخرين لا يُعزز تماسك المجموعة، خاصةً إذا أقدم بعض أعضاء أوبك+ على تخفيضات طوعية إضافية أكبر.
وقال جيوفاني: "من غير المُستغرب أن يرى أحد أعضاء أوبك+ أن المصالح الوطنية أهم من تماسك التحالف، لذا يُتوقع من الدول الأعضاء التي تُطبق تخفيضات أكبر أن تدرس خيار إنهاء تخفيضاتها الإضافية بشكل أسرع في الاجتماع المقبل".
مشروعات النفط والغاز في قازاخستان
تُشغّل شركة تشغيل شمال بحر قزوين (NCOC) مشروع كاشاغان، وتضمّ إيني وشل بحصة 16.81%، من عدة شركات أجنبية؛ في حين تمتلك شركة قاز موناي غاز القازاخستانية (KazMunayGaz) حصة 16.88%.
يُسيطر على حقل كاراتشاغاناك لمكثفات الغاز مجموعة تضمّ أيضًا إيني وشل بحصة 29.25% لكلّ منهما، في حين تمتلك قاز موناي غاز حصة 10%، وشيفرون حصة 18%، ولوك أويل 13.5%.
وفي تحالف تنغيزشيفرويل (TCO) بقيادة شيفرون، الذي يُشغّل حقلي تنغيز وكوروليف، تمتلك شيفرون حصة 50%، في حين تمتلك قاز موناي غاز 20%، وإكسون موبيل 25%، ولوك أويل 5%.
بالانتقال إلى الصادرات، توقع وزير الطاقة إرلان أكينزينوف تحقيق خطط البلاد لتصدير 55 مليون طن متري من النفط خلال العام الجاري (2025)، أو 1.2 مليون برميل يوميًا، عبر خط أنابيب بحر قزوين الذي يربط حقول النفط في البلاد بمحطات البحر الأسود الروسية التي يُشحن منها النفط الخام إلى وجهات مختلفة، بما في ذلك تركيا والصين.
ويمثّل خط الأنابيب، الذي يديره تحالف يضم شيفرون وإكسون موبيل، نحو 80% من صادرات قازاخستان النفطية.
وأوضح أكينزينوف أنه على الرغم من خضوعه للصيانة في النصف الثاني من شهر مايو/أيار 2025، فإن المخزونات في ميناء نوفوروسيسك الروسي ستضمن عدم تأثر عمليات التحميل.
وأضاف الوزير أن قازاخستان تسعى أيضًا إلى زيادة صادراتها النفطية عبر خط أنابيب دروجبا الروسي إلى ألمانيا؛ وقد تمكنت من رفعها إلى أكثر من 2.5 مليون طن سنويًا، على الرغم من أن ذلك يعتمد على موافقة موسكو.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: