أخبار عاجلة

انهيار أسعار النفط في أميركا خلال 2020.. أنس الحجي يشرح الأسباب

انهيار أسعار النفط في أميركا خلال 2020.. أنس الحجي يشرح الأسباب
انهيار أسعار النفط في أميركا خلال 2020.. أنس الحجي يشرح الأسباب

في أبريل/نيسان من عام 2020، شهد العالم انهيار أسعار النفط في أميركا بصورة كبيرة، مع وصول الأسعار إلى "-37 دولارًا"، فكان من يحصل على مليون برميل من النفط الخام يحمّلها مجانًا، ويحصل بجانبها من البائع على 37 مليون دولار.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، سبب حدوث هذا الانخفاض في الولايات المتحدة فقط وعدم حدوثه في مكان آخر من العالم، خاصة بالنسبة إلى خام برنت.

ويقول: "انهيار أسعار النفط حدث لخام غرب تكساس الوسيط فقط، وهو الخام الذي يجري تسعير النفط الأميركي على أساسه، ولم يحدث في أوروبا".

ولفت إلى أن هناك أمرًا مهمًا، وهو أن هناك اختلافًا قانونيًا بين عقود خام غرب تكساس الوسيط وعقود خام برنت القياسي، والحديث هنا عن الأسواق المستقبلية، وهي أسواق ورقية، فيتم التعامل بشراء وبيع بالورق بحدود 2% فقط من هذه التعاملات.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدّمه الحجي -أسبوعيًا- عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، التي جاءت هذا الأسبوع بعنوان: "اليوم التاريخي في صناعة النفط العالمية.. 20 أبريل".

انهيار أسعار النفط والأسواق المستقبلية

تطرّق أنس الحجي إلى الحديث عن انهيار أسعار النفط والأسواق المستقبلية، موضحًا أن هناك أسبابًا متعددة للتعامل في الأسواق المستقبلية، إذ يشتري الناس وفي حال عدم الرغبة في تسلّم النفط يجب القيام بعملية بيع وشراء ليس في الوقت نفسه، ولكن ضمن مدة العقد.

وأضاف: "إذا أجرى أحدهم عملية بيع، يجب أن يُجري عملية شراء ضدها، ومن ثم يتم تصفية حسابه، ولكن إذا أجرى عملية شراء ولم يُجرِ عملية بيع، فحينها سيكون عليه أن يتسلّم شحنة النفط الخام في الوقت المحدد له".

أسعار النفط

لذلك، كان يوم 21 أبريل/نيسان 2020 هو نهاية عقد شهر مايو/أيار، وبداية عقد شهر يونيو/حزيران، فحدث انهيار أسعار النفط إلى حدود 12 دولارًا للبرميل، وكان هذا يوم 19 أبريل/نيسان، أي بفارق يومَيْن فقط.

وحينها، وفق الحجي، فكّر بعض الشباب -صغار العمر وأصحاب الخبرة القليلة في التجارة وأسواق النفط ممن يعملون في شركات صغيرة- في أنه إذا كان سعر اليوم 12 دولارًا للبرميل، وما داموا مضطرين إلى تسلّم النفط، يمكنهم تسلّمه ليومَيْن، ثم بيعه بنحو 20 دولارًا، وفق سعر يونيو/حزيران، وربح 8 دولارات للبرميل، ومن ثم ربح 8 ملايين دولار من مليون برميل.

وتابع: "بالطبع احتاجوا إلى مكان لتخزين النفط، فذهبوا إلى منطقة شهيرة في أميركا تُسمّى (كوشينغ) في أوكلاهوما، وهي مركز تقاطع أنابيب النفط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وفيها مخازن النفط الكبيرة، وخام غرب تكساس يُسعّر هناك، وهناك خزانات نفط كثيرة".

وأوضح أنه بسبب انخفاض أسعار النفط وانخفاض الطلب أيضًا، كانت أغلب الخزانات مليئة، فذهبوا وأرسلوا طائرات مسيرة فاكتشفوا وجود خزانات فارغة، فقالوا ما دامت هناك خزانات فارغة فسننتظر حتى نهاية العقد ويتسلّمون النفط ثم يذهبون لاستئجار هذه الخزانات".

واردات آسيا من النفط
خزانات نفطية - الصورة من honiron

ولأنهم صغار السن ولا خبرة لديهم، فلم يعرفوا أن الشركات كلما قلّت الخزانات الفارغة غلت قيمتها، لأن الشركات تنتج النفط باستمرار وتريد مكانًا له، فعندما لا يكون هناك طلب تكون الأماكن محجوزة من قبل الشركات وليست للإيجار.

لذلك، عندما تسلّموا النفط الذي اشتروه أملًا في بيعه بـ20 دولارًا للبرميل، اكتشفوا أنه لا توجد أماكن تخزين على الإطلاق وتورّطوا، وأصبحوا يريدون التخلص من هذا النفط بأي شكل، وهو أمر تسبّب في انخفاض أسعار النفط.

وأشار إلى أن أول ما يحدث عند انخفاض الطلب وعند عدم توافر أماكن للتخزين، فإنه لا أحد يريد الشراء على الإطلاق، فأصبحوا يخفّضون الأسعار بحثًا عمن يشتري، حتى صار السعر صفرًا، ثم حدث انهيار أسعار النفط إلى السالب.

انهيار أسعار النفط إلى السالب

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، إنه عند انهيار أسعار النفط إلى السالب في كثير من الشركات، لم تكن البرامج الحاسوبية لديها -التي تتعامل مع الأسواق المستقبلية- مبرمجة على السالب، لأنه لم يتوقع أحد حدوث ذلك.

لذلك، عند وصول السعر إلى السالب، تجمّد الكثيرون أمام شاشات الحواسيب، لأنه لا أحد يمكنه التحكم في أي شيء على الإطلاق، فكل ما يرونه الآن -مثلًا- أن الأسعار أصبحت 20 دولارًا تحت الصفر، وعلى الشاشات لا يظهر سوى "صفر"، فلا يمكنه البيع أو الشراء؛ لأن البرامج غير مجهزة للتعامل مع الأسعار السالبة.

النفط الأميركي

وأوضح أنس الحجي أن هناك شركات بسيطة وصغيرة كانت مجهزة، استطاعت أن تحقّق أرباحًا عالية في ذلك الوقت، ولكن أغلب الشركات لم يكن لديها ذلك، فهناك شركات كانت محظوظة بأن برامجها كانت مُعدّة، إذ إنه إذا وصل السعر إلى الصفر تبيع كل شيء.

لذلك، باعت هذه الشركات قبل انهيار أسعار النفط إلى الصفر، ونجت من الكارثة، فالإشكالية كلها أنه في خام غرب تكساس يجب تسليم النفط أو تسلّمه في نهاية العقد، أو في نهاية الشهر، وهو يوم 21 من الشهر.

أما بالنسبة إلى خام برنت في أوروبا، أو حول العالم بالنسبة إلى النفوط الأخرى، فإنه في حال عدم الرغبة في التسلّم تخسر كل شيء، فلا يكون هناك داعٍ لتسلّم النفط، تخسر المال وانتهى، ومن لديه النفط يظل عنده وانتهى الأمر.

وتابع: "هذا هو الفارق القانوني بين خام برنت وخام غرب تكساس، وهو الذي أدى إلى أسعار النفط السالبة، ولا علاقة للأمر بأساسيات السوق على الإطلاق، أو بمعنى آخر، كان السبب قانونيًا وتقنيًا، لأن الحواسيب لم تستطع التعامل مع الصفر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «قطاع الأعمال»: 100% معدلات إشغال فنادق «القابضة للسياحة» خلال إجازة عيد الفطر
التالى مصر تبدأ إيقاف الهواتف المستوردة غير المسددة للرسوم الجمركية