يا ترى إيه اللي خلّى صندوق النقد الدولي يغيّر نظرته للاقتصاد المصري 180 درجة؟ .. ليه بعد ما كانوا بيتكلموا عن تحديات ومخاطر بقوا فجأة متفائلين بالجنيه وسعر الصرف؟ .. وإزاي مصر قدرت تحول نظرة التشاؤم دي لتفاؤل ملحوظ في وقت قياسي؟
أول حاجة لازم نفهمها إن صندوق النقد الدولي كان دايمًا بيبص للاقتصاد المصري بنوع من الحذر .. خصوصًا في السنين اللي فاتت .. كانوا شايفين إن الجنيه فيه تقلبات كتير .. وإن سعر الصرف بيتحكم فيه بشكل إداري أكتر من اللازم .. ده غير نقص العملة الأجنبية وارتفاع التضخم اللي وصل لمستويات قياسية زي 26% السنة اللي فاتت .. كل ده خلّاهم يحطوا مصر تحت المجهر ويقولوا إن الاقتصاد محتاج إصلاحات جذرية عشان يستقر.
بس فجأة في 2024 و2025 النظرة دي اتغيرت .. وده اللي هنحكي عنه دلوقتي السر الأول في التغيير ده هو مرونة سعر الصرف .. البنك المركزي المصري أخد خطوة جريئة من مارس 2024 .. ساب الجنيه يتحدد بناءً على العرض والطلب في السوق من غير تدخل إداري .. يعني إيه؟ .. بدل ما الحكومة هي اللي تحدد سعر الدولار .. السوق هو اللي بقى يقرر .. الخطوة دي كانت جزء من اتفاق مع صندوق النقد .. ونتيجتها إن السوق السوداء للدولار اختفت تقريبًا .. وده خلّى الصندوق يشوف إن مصر جدية في الإصلاحات .. مش بس كده .. لكن صفقة رأس الحكمة مع الإمارات بـ35 مليار دولار كانت بمثابة دفعة قوية .. زادت تدفقات النقد الأجنبي وخلّت الاحتياطي النقدي يقوى .. وده طمّن الصندوق على قدرة مصر تسدد التزاماتها السر التاني هو استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي.
صندوق النقد في تقرير المراجعة الثالثة بتاعته لبرنامج مصر قال إن التضخم بدأ يتراجع تدريجيًا .. من 26% في 2024 توقعوا يوصل 16% في 2025 .. وده بفضل سياسات نقدية مشددة من البنك المركزي .. يعني زيادة أسعار الفايدة وتقليل طباعة النقود .. كمان نمو الاقتصاد المصري توقعوا يقفز من 2.4% السنة اللي فاتت لـ4.2% في السنة المالية 2024-2025.
التحسن ده خلّى الصندوق يغيّر نبرته من التحذير للتفاؤل .. وحتى مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا قالت إن مصر بتاخد خطوات ملحوظة نحو الاستقرار طيب إيه كمان؟ .. الإصلاحات الهيكلية كانت ليها دور كبير .. مصر التزمت بتقليص دور الدولة في الاقتصاد .. يعني بيع أصول حكومية بشكل شفاف وتشجيع القطاع الخاص .. ده غير تقليل دور الجيش في الأنشطة الاقتصادية زي ما طلب الصندوق.
الخطوات دي خلّت بيئة الأعمال في مصر تبقى أكتر جاذبية للمستثمرين .. وده ظهر في زيادة تحويلات المصريين في الخارج ونمو الاستثمار الأجنبي .. كل ده ساهم في إن الصندوق يشوف إن مصر مش بس بتصلح أخطاء الماضي .. لكن كمان بتبني اقتصاد أقوى وأكتر مرونة بس مش كل حاجة وردي .. لسه في تحديات .. زي ارتفاع الدين الخارجي اللي وصل 168 مليار دولار بنهاية 2023 .. وكمان انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 24.3% في 2023-2024 بسبب التوترات الإقليمية.
لكن اللي ميقلش من قيمة الإنجازات إن مصر قدرت تسيطر على أزمة نقص الدولار .. وده اللي خلّى خبراء الصندوق يقولوا إن الاقتصاد المصري دلوقتي أكتر قدرة على مواجهة الصدمات الخارجية.
خد بالك .. تغيير نظرة صندوق النقد ما كانش صدفة .. ده نتيجة قرارات جريئة وإصلاحات مستمرة .. من مرونة سعر الصرف .. لزيادة تدفقات النقد الأجنبي .. لتحسين مؤشرات الاقتصاد .. مصر دلوقتي بتمشي على طريق الاستقرار .. ولو استمر الالتزام بالإصلاحات .. ممكن نشوف الجنيه يقوى أكتر والاقتصاد ينمو بشكل مستدام.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
){kind=link}