إيهاب عباس : الصين تقود ثورة الهيدروجين عالميًا..وتمدد صناعي نحو الأسواق الدولية (خاص)

قال إيهاب عباس، الصحفي السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والمختص في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن الصين تسير بخطى ثابتة نحو العالمية في مجال طاقة الهيدروجين، مستغلة تفوقها الصناعي والتكنولوجي، إلى جانب استراتيجيات وطنية طويلة الأمد تستهدف التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

شركات صينية تتوسع في الأسواق العالمية

وأشار عباس إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا ملحوظًا في أنشطة الشركات الصينية المتخصصة في تكنولوجيا الهيدروجين، لا سيما شركة "هيدروسيس (بكين) المحدودة للتكنولوجيا"، التي اغتنمت فرصًا كبيرة لتوسيع نطاق أعمالها خارج الصين.

وأوضح أن الشركة قامت في عام 2023 بإنشاء محطة تزويد بالهيدروجين في دبي، إلى جانب تصدير معدات مثل الضواغط، وهو ما يعكس توجهًا صينيًا واضحًا لاختراق الأسواق الإقليمية والعالمية.

ولفت إلى أن الطلب على منتجات الشركة في الخارج مرشح للتضاعف سنويًا، حيث تشمل صادراتها الآن معدات رئيسية لمحطات الهيدروجين، بالإضافة إلى أدوات فحص واختبار المكونات.

أسواق جديدة ومنافسة دولية

ونوه إيهاب عباس بأن منتجات "هيدروسيس" لم تقتصر على الإمارات فحسب، بل وجدت طريقها إلى أسواق أوروبية رئيسية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ما يدل على تنامي الثقة في التقنية الصينية.

وشدد على أن شركات أخرى مثل "هايجرين إنيرجي" تعمل بدورها على تصدير تقنيات إنتاج الهيدروجين باستخدام التحليل الكهربائي للمياه إلى نحو 30 دولة، منها الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا، مع تزايد مطرد في حجم الصادرات.

رؤية وطنية واضحة لتطوير الهيدروجين

وأكد عباس أن بكين تمتلك رؤية استراتيجية لتطوير قطاع طاقة الهيدروجين، حيث أطلقت في عام 2022 خطة متوسطة وطويلة الأجل تصف الهيدروجين بأنه مصدر طاقة ثانوي نظيف ومنخفض الكربون، وتؤسس عليه سياسات دعم وتخطيط شاملة.

وأشار إلى أن الصين، التي تنتج سنويًا نحو 33 مليون طن من الهيدروجين، تُعد الأكبر عالميًا في هذا المجال، في حين يبلغ حجم الهيدروجين الصناعي عالي الجودة منها حوالي 12 مليون طن.

دور محوري في التحول الطاقي العالمي

ولفت عباس إلى أن تطوير الهيدروجين من مصادر متجددة يشكّل ركيزة مهمة لتقليل الانبعاثات في قطاعات صناعية يصعب فيها التحول الكامل إلى الطاقة النظيفة، مثل النقل والصناعات الكيماوية والصلب.

وأضاف أن الصين تمتلك بنية صناعية متكاملة تدعم هذا التوجه، مما يسمح لشركاتها بأن تتحول إلى منافس عالمي حقيقي في هذا القطاع المتنامي.

نحو نظام بيئي متكامل للهيدروجين بحلول 2035

وقال عباس بالتأكيد على أن الخطط الرسمية تشير إلى أن الصين تستهدف بحلول عام 2035 بناء منظومة متكاملة لصناعة وتطبيقات طاقة الهيدروجين، تشمل مجالات النقل وتخزين الطاقة والصناعة.

وشدد على أن هذه الخطوة لا تعزز فقط التحول الطاقي داخل الصين، بل تسهم أيضًا في ترسيخ ريادتها في معركة التحول الأخضر على المستوى العالمي.