في موسم تتلاقى فيه الأرواح على صعيد واحد وتتعانق فيه القلوب في أقدس بقاع الأرض، تبدأ رحلة الحجيج من نقطة انطلاقها الأولى، تذكرة السفر.
أسعار تذاكر الطيران والعبارات البحرية
وطبقا لـ تحيا مصر ، مع اقتراب لحظة التلبية، يترقب آلاف المصريين تفاصيل العبور إلى الأراضي المقدسة، سواء عبر الأجواء أو أمواج البحر، وسط استعدادات مكثفة وإجراءات تنظيمية غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، كشف أحمد البيه، عضو غرفة شركات السياحة، أن تكلفة الرحلات الجوية للحج هذا العام تبدأ من 45 ألف جنيه، وقد تصل إلى 70 ألفًا، باختلاف شركة الطيران والموعد المحدد للعودة.
أما الراغبون في خوض تجربة السفر بحرًا، فتبلغ تكلفة تذكرة العبّارة نحو 19,500 جنيه، علمًا بأن هذا السعر لا يشمل رسوم التنقل الداخلي بالحافلات.
لكن الرحلة إلى مكة لم تعد تُقاس فقط بتكلفتها، بل أصبحت تحكمها مجموعة من الضوابط التي وضعتها السلطات السعودية لضمان انسيابية الموسم وتنظيم دخول الزوار.
المملكة فرضت قيودًا صارمة على دخول مكة المكرمة
وفي هذا الإطار، أوضح محمد عابد، وهو عضو آخر في غرفة شركات السياحة، أن المملكة فرضت قيودًا صارمة على دخول مكة المكرمة، تبدأ من 23 أبريل وتستمر حتى 11 يونيو 2025.
وهذه القيود تطال الجميع، بمن فيهم المقيمون داخل السعودية، ولا يُستثنى منها سوى ثلاث فئات، الحاصلون على تصاريح حج رسمية، والمقيمون بمكة بإقامة صادرة منها، والعاملون بالمدينة ممن يحملون تصاريح مهنية موثقة.
وبالنسبة لتأشيرات العمرة، فقد تم إيقاف دخول المعتمرين عبر جميع المنافذ منذ 13 أبريل، مع ضرورة مغادرة المملكة قبل 29 أبريل كحد أقصى، بحسب عابد، أما من يحملون تأشيرات زيارة عائلية، فلا يُمنعون من دخول السعودية، لكن يُحظر عليهم التوجه إلى مكة خلال فترة الإغلاق.
يخالف يعرض نفسه للعقوبة والترحيل الفوري
وفيما يتعلق بالتأشيرات السياحية الصادرة لحاملي "شنغن" أو تأشيرات الولايات المتحدة، أكد عابد أنها لا تزال فعالة، لكنها لا تُخوّل صاحبها دخول مكة خلال فترة الحظر، ومن يخالف يعرض نفسه للعقوبة والترحيل الفوري.
وتبقى تأشيرات المرور أو "الترانزيت" صالحة عبر شركات مثل "الخطوط السعودية" و"فلاي ناس" و"أديل"، مع اشتراط عدم تجاوز مدة الإقامة 96 ساعة، والالتزام بإكمال الرحلة إلى الوجهة النهائية، مع استثناء مطار الملك عبد العزيز بجدة من هذه القاعدة.
وفي إطار الحرص على الانضباط، أقرت المملكة عقوبات صارمة على من يتخلف عن مغادرة أراضيها بعد انتهاء تأشيرة العمرة، منها غرامة تصل إلى 50 ألف ريال سعودي، وحبس قد يصل إلى 6 أشهر، يليه الترحيل.
كما تُلزم الشركات السياحية بدفع غرامة إضافية قدرها 100 ألف ريال عن كل مخالف لم تُبلّغ عنه، في إطار سياسات رقابية مشددة تهدف لضبط الموسم.
بهذا المشهد، يبدو موسم حج 2025 مختلفًا عن سابقيه؛ من حيث التنظيم، والرقابة، والحرص على ضمان أداء الشعائر في أجواء آمنة ومنظمة، منذ لحظة حجز التذكرة وحتى الوقوف بعرفات.
