تواجه كهربة قطاع الشحن في أميركا عدة تحديات، وسط سعة شبكات الكهرباء القديمة المحدودة وتكاليف تشغيل المحطات.
ووفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعدّ قطاع النقل، حاليًا، المصدر الرئيس لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أميركا، متجاوزًا حتى توليد الكهرباء، ويُسهم النقل بالشاحنات الثقيلة بمفرده بصورة غير متناسبة في هذه المشكلة.
وعلى الرغم من أن السكك الحديدية ترفض كهربة قطاع الشحن، فإن الشاحنات الكهربائية تُنتج انبعاثات كربونية أقل من السكك الحديدية في 8 ولايات أميركية، وتزداد هذه الانبعاثات سنويًا.
ونظرًا إلى حجم المشكلة وتعقيدها، من الضروري تشخيص المشكلات الجذرية التي حدّت من التقدم بدقة، واعتماد حلول واضحة وعملية، ولفكّ هذا التعقيد، يجدر الاعتماد على الإطار الإستراتيجي لريتشارد روميلت: التشخيص، والسياسة، والإجراءات.
كهربة قطاع الشحن باستعمال الشبكات الصغيرة
صدرت مؤخرًا دراسة إستراتيجية جديدة بعنوان "اللوجستيات الجديدة.. كهربة قطاع الشحن باستعمال الشبكات الصغيرة" تهدف إلى تسليط الضوء على جوانب كهربة قطاع نقل البضائع في أميركا.
وتستهدف هذه الدراسة شركات اللوجستيات الكبرى التي تمتلك مئات من محطات أو مستودعات الشاحنات، أو الشركات التي تُقدِّم خدمات الهندسة والمشتريات والبناء لهذه الشركات، على سبيل المثال: "أمازون"، و"وول مارت"، و"برولوجيس"، ومحطات لوفز ترافل وبايلوت فلاينغ جيه، وبيلدينغ إل.
وتُبرز مرحلة التشخيص حقيقةً قاسية مفادها أن كهربة قطاع الشحن مُمكنة من الناحية التكنولوجية، لكنها مُقيدة تشغيليًا ولوجستيًا.

وتُكافح كهربة قطاع الشحن تحت وطأة شبكة كهربائية قديمة، ومصالح مُنعزلة للمعنيين، وعمليات نشر مُرهقة للبنية التحتية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، تواجه مستودعات ومحطات الشاحنات تحدياتٍ فريدة، لأن شحن الشاحنات الكهربائية عالية الطاقة يُمثّل طلبًا أكبر بكثير على البنية التحتية للشبكة المحلية مُقارنةً بتزويد المركبات بالوقود التقليدي.
الكهربة السريعة وقابلية التوسع
تُواجه مراكز الخدمات اللوجستية ومحطات الشاحنات ومحطات الشحن باستمرار تأخيرات في توصيل الشبكة وقيودًا على السعة، ما يعوق كهربة قطاع الشحن بسرعة، وقابلية التوسع.
وقد أدى عدم الكفاءة المُستمر في تخطيط الشبكة، إلى جانب التنسيق المُشتت بين أصحاب المصلحة من مُشغلي الشاحنات وشركات المرافق وشركات البنية التحتية، إلى هذه الاختناقات.
ودون حل هذه التحديات الأساسية، ستظل أهداف الكهربة الطموحة بعيدة المنال، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.
لذلك، يجب أن تُوفر السياسات الوضوح والتركيز اللازمَيْن لكسر الجمود، ومن شأن توجه سياسي مُحدد أن يُرسي نمط الشحن المعياري المُرتكز على الشبكات الصغيرة بصفته نموذجًا رئيسًا لكهربة قطاع الشحن.
وتُوفر الشبكات الصغيرة، خصوصًا تلك المُعزّزة بتخزين البطاريات وتوليد الطاقة المتجددة، سرعة في النشر ومرونة ومزايا بالغة الأهمية في مجال المرونة، وهو ما لا تُضاهيه ترقيات الشبكات المركزية.
ووفقًا لتحليلات القطاع، بما في ذلك تحليلات "معرفة الشبكات الصغيرة"، فقد أثبتت هذه النُهُج المعيارية فاعليتها في تجاوز اختناقات المرافق التقليدية، ما يُمكّن شركات الخدمات اللوجستية من اعتماد الشاحنات الكهربائية دون انتظار طويل لتوسيع الشبكة.
وستشجع هذه المبادئ التوجيهية للسياسات على قابلية التشغيل البيني، وتوحيد المكونات، وتكرار التصاميم في مواقع متعددة. وتُقلل هذه البساطة الإستراتيجية التكلفة، وتُسرّع التنفيذ، وتُخفف من مخاطر تقادم التكنولوجيا.

تسريع كهربة قطاع الشحن
تُشكّل الإجراءات الملموسة المُستمدة من إطار السياسة هذا خطة تفصيلية واضحة لتسريع وتيرة كهربة قطاع الشحن.
وتسمح الشبكات الصغيرة المعيارية المُصممة تدريجيًا للمراكز اللوجستية بالتوسع تدريجيًا، ما يُوازن الاستثمار بصورة وثيقة مع الطلب المتزايد على الشحن الكهربائي.
وتُعدّ شبكة فريسنو الصغيرة التابعة لشركة بيبسيكو (PepsiCo) مثالًا يُحتذى به هنا، إذ تستعمل حزم تيسلا الضخمة لتخزين أحمال شحن الشاحنات مؤقتًا، متجاوزةً بذلك بفاعلية قيود سعة الشبكة المحلية.
وأظهرت منشأة دنكر التابعة لشركة برولوجيس (Prologis) وبيرفورمنس تيم (Performance Team)، بالقرب من مواني لوس أنجلوس ولونغ بيتش، بنية شبكة صغيرة قادرة على شحن ما يصل إلى 96 شاحنة كهربائية ثقيلة في وقت واحد، وهو إنجاز صعب دون تخزين مؤقت محلي.
بدورها، تُعزّز هياكل التسعير الديناميكية والمرنة هذه المزايا بصورة أكبر، ما يُمكّن مُشغلي الشبكات الصغيرة من التكيف بسرعة مع تقلبات أسعار الكهرباء ومتطلبات شحن المركبات.
وتستفيد الشبكة الصغيرة التابعة لشركة كواليتي كاستوم ديستربيوشن (Custom Distribution) في مدينة لا بوينتي بولاية كاليفورنيا، والمُدمجة من قِبل سكيل ميكروغريد سوليوشنز، من الشحن الذكي وتخزين البطاريات مؤقتًا لضمان تزويد الشاحنات دائمًا في الأوقات الأكثر اقتصادًا، ما يُخفّض تكاليف التشغيل.
وتُعزّز هذه الأمثلة القيمة الإستراتيجية لمرونة التسعير بوصفها ميزة تنافسية في سوق الشحن سريعة التطور.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
"تقرير جديد حول كهربة قطاع الشحن.. خطة إستراتيجية لشحن الشاحنات في أميركا"، من منصة "كلين تكنيكا".